الأربعاء، 14 مارس 2018

البحث العلمي فى الإسلام

                                       البحث العلمي فى الإسلام:
يرتبط البحث العلمي فى تاريخه العتيق بمحاولة الإنسان الدائبة للمعرفة ، وفهم الكون الذى يعيش فيه ، وقد ظلت الرغبة فى المعرفة ملازمة للإنسان منذ المراحل الأولي لتطور الحضارة. (هنادي عرفة، 2008).
هذا وقد كان الإسلام منبع الحضارة العلمية الأولي، وبه كانت حياة النفوس، وكان النور الهادي للناس، الموضح لهم طريق الخير والفلاح والتقدم وقيام الحضارات.
أن المتأمل فى كتاب الله الكريم يجد أن القرآن الكريم حض على التعليم، ورفع من شأنه ومن شأن العلماء، لتحقيق الخير للعباد. وقد جاء لفظ (العلم) ومشتقاته فى القرآن الكريم فى أكثر من سبعمائة موضع، كما بلغت الآيات التى تدعو إلى التأمل والتفكر والإعتبار أكثر من سبعمائة أية وذلك بأسلوب واضح، يخاطب العقل، ويلامس العواطف.
وتجدر الإشارة هنا إلى حث الإسلام على طلب العلم، واضعاً بذلك نظرية الإستزادة المعرفية والكفاية الإنتاجية، ورفع منحي المعرفة؛ حتي إن العلم صار فريضة علينا، ولو تكبدنا المشاق.
ومما جاء في القرآن من الحث على الإنتاج المعرفى المتجدد، والإستزادة من العلم قوله تعالي:" وقل رب زدني علماً" (سورة طه،114). والإنسان فى أصله لا يعلم شيئاً، ولكنه بعد خروجه إلى الدنيا يبدأ فى اكتساب المعرفة من السبل الميسرة المحيطة به:" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون".(سورة النحل،78).
وقد خلق الله المعرفة مع بداية الكون ، قال تعالي:" وعلم أدم الأسماء كلها" (سورة البقرة ، 31). وإقرار الملائكة بعدم إدراك المعرفة الكاملة المطلقة، فإنها لله سبحانه، تعالت وتعاظمت قدرته: قال تعالي:" قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم". (سورة البقرة، 32) (إبراهيم التوم ، 2002).
هذا ويضيف منصور القحطاني (2004) أن الدين الإسلامي جعل طلب العلم فريضة على كل مسلم؛ فهو الذى حفز المسلمين ودفعهم إلى التعمق فى العلم والتبحر فيه، وتحمل المشاق فى سبيل تحصيله وجمعه وإشاعته بين الناس. فبذل المسلمون فى هذا السبيل غاية جهدهم؛ حتي تفوقوا على غيرهم، واحتلوا مراكز الصدارة بين أمم العالم.
ويشير حلمي صابر (1997) إلى أن المسلمين عرفوا المنهج العلمي مع نزول القرآن الكريم، وكان لتوجهاته وحثه على النظر والتأمل، ودعوته إلى البرهان والدليل، ومحاورته لأهل الكتاب وعبدة الأوثان، وأمره بالتعرف على العلل والأسباب وأثرها فى استفادة العلماء من هذه التوجيهات، فصاغوا قواعد البحث العلمي المنظم من جميع المجالات؛ سواء ما كان منها فى مجال التوثيق للأخبار والمرويات، أو كان فى مجال القضايا والأحكام، أو كان فى مجال علوم الكون والإنسان، وسنة الله فى الأنفس والآفاق. فقد كان لهم فضل السبق والريادة فى تأسيس المناهج العلمية فى البحث، وفى تطبيقاتها فى المجالات المعرفية المختلفة، مع التناسب بين المنهج والمجال المعرفي المستخدم فيه، ومع مراعاة حدود العقل وإمكاناته، وفق قواعد سهلة وبسيطة ومفيدة.
ويؤكد محمد شفيق (2006) على أن البحث العلمي ليس بدعة عند العرب والمسلمين فقد نبغ علماؤهم فى شتى العلوم والفنون ولازالت مؤلفاتهم وأبحاثهم وآثارهم تملأ الدنيا.
كما أفاضوا فى الكتابة والتأليف؛ وابتدعوا أدوات البحث والقياس ، والتجريب واخترعوا الأجهزة والآلات والأدوات العلمية، واتبعوا الملاحظة والتدقيق والتمحيص، وتميزوا بالدقة والموضوعية. وكلها عوامل أساس وضرورية للبحث العلمي السليم.
فقد تجاوز الفكر العربي الإسلامي الحدود التقليدية للتفكير اليوناني، وأضاف العلماء العرب المسلمون إلى الفكر الإنساني منهج البحث العلمي القائم على الملاحظة والتجريب، بجانب التأمل العقلي. كما اهتموا بالتحديد الكمي، واستعانوا بالأدوات العلمية فى القياس. وفى العصور الوسطي وبينما كانت أوروبا غارقة فى ظلام الجهل؛ كان الفكر العربي الإسلامي  يفجر – فى نقلة تاريخية – كبري ينابيع المعرفة. (محمد عمر ، 2002).
ويذكر أحمد الصباب (1992)  أن الدراسات المقارنة للمنهج العلمي الحديث والمنهج الذى سار عليه المسلمين فى مجال علوم الطبيعة والكون أثبتت أن المنهج العلمي الحديث وأسلوب التفكير المنطقي فقد توفر لدي علماء المسلمين ؛ فى بحوثهم ، واكتشافاتهم فى مجال الطب، والكيمياء، والصيدلة ، وعلوم الكون، وبقية فروع العلم التطبيقي. وهكذا يتبين للباحث إسلامية وعربية البحث العلمي؛ من حيث النشأة، والبداية، والسبق.
هناك تعريفات للبحث العلمي تؤكد استخدام الطرق والأساليب العلمية، للوصول إلى حقائق جديدة، والتحقق منها؛ والإسهام فى نمو المعرفة الإنسانية. بينما تؤكد تعريفات أخري على الجوانب التطبيقية للمعرفة العلمية فى حل مشكلات عملية معينة فى الحياة.
أما ديوبولد فاندلين (1997) فيعرف البحث العلمي بأنه:" محاولة دقيقة ومنظمة وناقدة للتوصل إلى حلول لمختلف المشكلات التى تواجهها الإنسانية ، وتثير قلق وحيرة للإنسان".
ويؤكد ذوقان عبيدات وآخرون (2004) على أن البحث العلمي هو: مجموعة الجهود المنظمة التى يقوم بها الإنسان، مستخدماً الأسلوب العلمي وقواعد الطريقة العلمية؛ فى سعيه لزيادة سيطرته على بيئته، واكتشاف مظاهرها ، وتحديد العلاقات بين هذه الظواهر".
ويري عبد الزهراني (2003) أن البحث العلمي يرتبط بأسلوب البحث ، وبالطريقة العلمية للباحث. وان اتجاهات الباحث هي اتجاهات علمية، كما أن هدف البحث هو: زيادة سيطرة الإنسان علي بيئته؛ عن طريق زيادة معرفته، وتحسين قدرته على اكتشاف الحلول للمشكلات التى تواجهه.
والبحث العلمي:
عبارة عن عملية فكرية منظمة، يقوم بها شخص يسمي (الباحث) من أجل تقصي الحقائق فى مسألة أو مشكلة معينة، تسمي (موضوع البحث) باتباع طريقة علمية منظمة، تسمي (منهج البحث) بغية الوصول إلى حلول ملائمة، أو نتائج صالحة للتعميم على المشكلات المماثلة، تسمي (نتائج البحث). (عبد الفتاح خضر ، 2006).
تعريف العلمي بأنه: الدراسة العلمية الدقيقة والمنظمة لظاهرة معينة باستخدام المنهج العلمي؛ للوصول إلى نتائج يمكن التحقق من صحتها، وتوصيلها، والإستفادة منها. (محمد شفيق، 2006).
ويشير رمزي عبد الحي (2005) إلى أن البحث العلمي هو: البحث المبتكر فى مجالات العلوم ، والهندسة ، والطب ، والثقافة، والعلوم الإجتماعية والإنسانية والتربوية. والذى ينطوي على تحقيق دقيق ونقدي، ومضبوط ويعتمد على تقنيات وأساليب متنوعة، وفقاً لطبيعة وظروف المشكلات التى يتم تحديدها، ويكون موجهاً نحو توضيحها وحلها.
ويشير Shafik (1991) إلى أن البحث العلمي يعتمد فى دراسته لمشكلة البحث على المنهج العلمي ؛ لتحقيق هدفين أساسين ؛ هما:
1-  إثراء المعرفة العلمية، وإشباع الفضول العلمي ، بتعميق فهمنا للظاهرة محل الدراسة ، وإضافة معارف جديدة، مع المساهمة فى الوصول إلى حقائق علمية يمكن التحقق من صحتها ، فضلاً عن إمكانية المعاونة فى استنباط المبادئ والقوانين العلمية ، وصياغة الأحكام النظرية.
2-     كشف جوانب المشكلات القائمة ، والتنبؤ بها ، ووضع أنسب الحلول لها ، والعمل على مواجهتها.
إن معظم التعريفات السابقة للبحث العلمي تتفق على الآتي:
1-  أن البحث العلمي محاولة لإكتشاف المعرفة ، والتنقيب عنها ، وفحصها بأسلوب علمي ، ونشرها بين الناس والإستفادة منها.
2-  نشاط علمي منظم، يهدف إلى الوصول إلى الحقائق عن طريق تطبيق مناهج البحث لحل المشكلات التى تواجه المجتمعات.
تعريف إجرائي من وجهة نظر الدراسة:
طريقة منظمة وعملية مدروسة متكاملة، تتطلب التخطيط والتنفيذ العلمي للوصول إلى الحقائق والحلول المتعلقة بمشكلة ما سواء أكانت شخصية فردية أو عامة ، اجتماعية، أو إنسانية عالمية ، أو تنبؤ لظاهرة أو حادثة مستقبلية.
أهداف البحث العلمي:
يعد البحث العلمي ضرورة عصرية، وذا أهمية عظمي فى حياة البشرية، فبواسطته تتطور العلوم وتنمو الحياة، وتزداد المعارف والبحث عن الحقائق. وتوجد الحلول للمشكلات الفردية والإجتماعية. وبواسطته يتم الإسهام فى نمو وتطور المجتمع والإكتشافات، وعن طريق تذلل مصاعب الحاضر، ويستشرف المستقبل. (منصور القحطاني ،2004).
وهناك مجموعة من الأهداف الخاصة بالبحث العلمي ، حددها محمد الصطوف (2000) فى التالي:
1-     النهوض بالمجتمع اقتصادياً ، واجتماعياً ، وثقافياً والمساهمة فى تنميته.
2-  الإهتمام بقضايا التقدم العلمي والثقافي للجامعة، وتطوير رسالتها الحضارية فى المجتمع، فضلاً عن القضايا الوطنية المرتبطة بتحديث المجتمع.
3-  تعميق التلاحم والإحتكاك العلمي بين الجامعات المحلية والجامعات الأجنبية، ومراكز البحوث ، والمؤسسات الإنتاجية المتقدمة المهتمة بقضايا البحث العلمي والتقدم الثقافي.
4-     تقديم خبرات الجامعة واستشاراتها ومخرجات عملياتها البحثية لمشاريع التنمية المحلية.
هذا وقد لخص عبد الله الزهراني (2003) أهداف البحث العلمي فى ثلاث نقاط أساسية ، على النحو التالي:
1-     تطوير وتنمية المجتمع.
2-     تحقيق النمو الذاتي للباحثين.
3-     الإسهام فى إثراء المعرفة الإنسانية وتنميتها.
خصائص البحث العلمي:
يتصف البحث العلمي بشكل عام بعدة خصائص تشكل مع بعضها البعض وصفاً دقيقاً لطبيعة المعرفة العلمية القائمة على البحث ويمكن إيجازها على النحو التالي:
1- الموضوعية:
وتتمثل فى البعد عن الأهواء والميول الذاتية والأغراض الشخصية للباحث، إضافة إلى عدم التأثر بفكر معين عند عرض الموضوع، واستخلاص النتائج. وهذا المعني هو الأكثر شيوعا، وهو أمر بديها فى تدريب الباحثين على دقة إدراك الوقائع المتصلة بموضوع الدراسة. هذا بالإضافة إلى تعلقه بالناحية الإجرائية، وهو أمر يرتبط بجمع البيانات وتحليلها. ويتمثل فى اشتراك أكثر من شخص فى إدراك، أو تسجيل خصائص الظاهرة موضوع البحث، بالدرجة نفسها. وهذا يعني الإتفاق على الأحكام؛ بعني: توفر أكبر قدر من الإتفاق بين أكثر من باحث فى إدراكم جوانب الظاهرة ، أو خصائصها. (رجاء أبو علام ، 2001).
وقد أشار (Christensen 1991) إلى أن الموضوعية هي الأساس الذى تعتمد عليه خصائص الطريقة فى الحصول على البيانات ، كما تتميز هذه الطريقة العلمية بعدة خصائص؛ أهمها: القابلية للتحقق من القضايا، والفروض ، والنظريات ، والقابلية للإعادة ، والضبط ، والتعرف الإجرائي.
2- القابلية للتعميم:
وتتمثل فى الوصول إلى تعميمات ونتائج تتصف بالشمول ، وتنطبق على أكثر من فرد ، وأكثر من ظاهرة ، وأكثر من موقف ، وأن نتائج أى دراسة علمية لا تصبح لها قيمة علمية ما لم يتم تعميمها على وقائع أخري مشابهة.
3- اليقين:
ويقصد به استناد الحقيقة العلمية على مجموعة كافية من الأدلة الموضوعية المحسوسة ، وهي خاصية ترتبط بالتعميم. مع العلم بأن اليقين العلمي لا يمكن اعتباره يقيناً مطلقاً ثابتاً لا يتغير ؛ لأن العلم لا يتسم بالثبات، بل بالنسبية (ممدوح صابر ، 2003).
4- تراكم المعرفة:
ويتمثل فى استفادة الباحث ممن سبقه من الباحثين ؛ بحيث يسعل إلى اكمال الخطوات الصحيحة ، وتوسيع النطاق من نهاية ما توصل إليه غيره. وبهذا ترتفع المعرفة العلمية بشكل عمودي.
5- البحث عن الأسباب:
وهو عامل هام فى فهم الظاهرات المدروسة، ولمعرفة الأسباب أهداف نظرية وأخري عملية. وهذه هي بذاتها أهداف العلم. ويتم فهم الظواهر بمعرفة الأسباب، وعوامل النشوء والتطور؛ بهدف الضبط والتأثير، والزيادة أو النقصان، ومن ثم التحكم بالظاهرة، وإخضاعها للتجربة ، والتعديل والتطوير.
6- التجريد والقياس الكمي (أو التكميم):
وهي سمة تميز التفكير العلمي عن أنماط التفكير الأخري، إذ يحدد الباحث مشكلاته، وإجراءاته، وفروضه، وتحرياً الدقة فإنه يستخدم اللغة الإحصائية، وهي لغة تقوم على أساس القياس المنظم الدقيق. ويؤدي هذا من ثم إلى فهم للظواهر ؛ لأن الأحكام الكيفية تعطي فهماً خاطئاً لها.
7- التنظيم:
ونقصد بالتنظيم: طريقة التفكير ، وتنظيم العالم الخارجي؛ حيث أن الباحث العلمي يدرس الظاهرة فى علاقاتها مع الظواهر الأخري ، فيكشف العلاقة بين الأسباب والنتائج، ويكشف الصلات بين الظواهر. والتنظيم ليس سمة للتفكير العلمي فحسب ؛ لكن ما يميزه عن أنماط التفكير الأخري هو ؛ أنه يأتي من جهد الإنسان وإرادته؛ لأن العقل العلمي هو الذى يضع النظام، ويقيم العلاقات المنظمة بين الظواهر. والوصول إلى الظواهر هو غاية العلم والعالم ، بينما يعتبر النظام هو الأساس الذى ينطلق منه الآخرون.
8- الدقة:
وهي سمة يجب أن تلازم البحث العلمي ، وتشمل فى جوهرها جميع السمات السابقة؛ ابتداء مع الباحث منذ بدء التفكير بالبحث. وما يميز البحث العلمي عن غيره من انماط التفكير هي الدقة ، فتحديد مشكلة البحث ، والقيام بالإجراءات، وبيان النتائج، واحتمالية الوصول إليها، والتعميم، كل ذلك يجب أن يتم بدقة. لهذا نعطي هذه السمة صفة الشمول لكل ما يقوله الباحث، أو يدونه، أو يتوصل إليه من خلال بحثه. (رجاء دويدي ، 2005).
من حيث أهدافها:


أما حلمي صابر (1997) فقد صنفت البحوث العلمية إلى ثلاثة تصنيفات؛ على النحو التالي:
أولاً: تصنيف البحوث العلمية باعتبار طبيعتها:
تصنف البحوث العلمية من حيث طبيعتها إلى ثلاثة أنواع ؛ هي:
1-  البحث التنقيبي: ويعني: البحث والتنقيب عن الحقائق وبيانها ؛ من أجل استخدامها فى إيجاد حلول لمشكلات معينة، أو تحديد فوائد معرفية.
2-  البحث التفسيري: ويعتمد على التدليل المنطقي والمناقشة للأفكار المطروحة، فالأول يقدم الحقائق والمعلومات، ويقوم الثاني بتقويمها وتوظيفها؛ من أجل حل مشكلة ، أو تقديم فائدة علمية.
3-  البحث الكامل: وهو الذي يهدف إلى حل المشكلات، ووضع التعميمات. وهو يتضمن النوعين السابقين، وقد يتضمن محاولة الوصول إلى نظرية جديدة أو معرفة لم تكتشف من قبل، أو قانون علمي عام.
ثانياً: تصنيف البحوث العلمية بحسب مجالات الدراسة:
يري علماء المناهج والمهتمين بالبحث العلمي أن ثمة تصنيفاً آخر ، حيث تصنف البحوث العلمية بحسب مجالات الدراسة إلى أربعة أنواع؛ هي:
1-  البحث الإستطلاعي: ومهمته الكشف عن عناصر الموضوع، والتعرف على المشكلة موضوع الدراسة. وتكون دراسة هذا النوع توثيقية أو ميدانية ؛ حيث تؤدى الاستبيانات فى هذا النوع دوراً كبيراً.
2-  البحث الوصفي: ومهمته تحديد سمات وخصائص الموضوع أو (الظاهرة موضوع الدراسة)، وإذا كان يعتمد على الدراسات الاستطلاعية فإنه ينفرد بعملية التحليل والنقد والتقويم، حتي لا تصبح البحوث الوصفية تكراراً للبحوث والدراسة الاستطلاعية.
3-  البحث التجريبي: ومهمته اختبار صحة ما يضعه الباحث من فروض علمية عن طريق التجربة. ومجال هذا النوع العلوم الطبيعية، كما يمكن تطبيقه وفق معايير وضوابط دقيقة فى العلوم الانسانية.
4-  البحث التاريخي: وهذا النوع يعتني بتوثيق الأخبار والآثار التاريخية، فى ضوء منهج النقد للتحليل التاريخي ، والمرويات.


موجز توضيحي لماهية وأهداف مناهج البحث العلمي ومواطن اختلافها ومشاركاتها
المنهج
هدفها العلم
طبيعتها
اختصاصها/تركيزها
مظاهرها المشتركة مع الطرق الأخرى
1- التاريخي.
تحديد صحة أو صلاحية الحوادث والأشياء الماضية.
نظرية تحليلية ناقدة تتم فى الغالب مكتبياً أو ميدانياً ؛ حيث الآثار والبيانات والوثائق المعنية. وصف ماجري دون تحكم الباحث أو ضبطه؛ على الإطلاق.
بحث الماضي كما هو (نقد الموجود فى الماضي للتحقق من صلاحيته).
تتحقق من صلاحية الماضي بالتحليل والنقد والوصف لغرض التصحيح؛ ومن ثم الاستفادة من النتائج فى توجيه الحاضر أو التنبؤ بالمستقبل. فهي بهذا تشترك جزئياً مع الطريقة الوصفية بالوصف، ومع التجريبة فى التنبؤ بالمستقبل.
2- الوصفي.
وصف حاضر الحوادث والظاهر والأشياء لفهمها وتوجيه مستقبلها.
نظرية تحليلية تتم ميدانياً/ مكتبياً حسب نوع البحث الوصفي. وصف ما يجري دون تحكم الباحث أو ضبطه عادة.
بحث الواقع كما هو (وصف واقع الموجود لغرض فهمه وكيفية التعامل معه).
تناول – كتمهيد منطقي لوصف واقع الحوادث والظواهر والأشياء – ماضيها المباشر الذي يخص هذا الواقع ويؤثر عليه (الطريقة التاريخية)، لغرض الاستفادة من ذلك فى توجيه المستقبل أو اقتراح بدائل مجدية له (الطريقة التجريبية).
3- التجريبي
ضبط عوامل الحوادث والأشياء لتحديد آثارها منفردة أو مجتمعة لغرض التنبؤ بمستقبل محدد.
نظرية وعملية تحليلية مقننة تتم فى بيئات وظروف خاصة منظمة. وصف ما يجري بتحكم أو ضبط الباحث للعوامل والبيئات المعنية حسب ظروف معملية غالباً
بحث آثار التحكم فى الواقع لتنبؤ مستقبله (التحكم بالموجود لإيجاد شئ آخر).
تناول – كتمهيد منطقي التنبؤ بالمستقبل – ماضي المشكلة وعواملها المختلفة (الطريقة التاريخية)، ثم تصف المشكلة وعواملها وأهدافها، ومنهجية بحثها فيما يوازي مبدئياً (الطريقة الوصفية).

siege auto

0 التعليقات

إرسال تعليق