السبت، 17 مارس 2018

بحث عن الموارد البشرية الشخصية



                                          الموارد البشرية الشخصية

        هي الموارد التي تتعلق بشخصية فرد واحد من أفراد الأسرة وما يتمتع به من خصائص وتتضمن الموارد التالية:

أ- الطاقة أو الجهد: (Energy)
        منم ابرز ما يميز العنصر البشري مقدار ما لدية من طاقة أو جهد أو بعبارة أخري قدرته علي العمل الذهني والجسماني ويكون هدف الإنسان من بذل هذه الجهد هو تجسيد الحركة في أفعال منتظمة , ويأتيها لإنجاز ما يريد أعمال.
        والطاقة أو الجهد من الموارد المحددة وتختلف في كميتها من شخص لأخر تبعا لعدة عوامل منها السن , الجنس , الحالة الصحية , الحالة النفسية , وزن الجسم , النمو العضلي للجسم , موعد القيام بالعمل , نوع وكمية الأدوات والخامات المتوفرة لأداء العمل , طريقة تنظيم وترتيب مكان العمل والأدوات.
        وكلما زادت طاقة الفرد أو طاقة ربه الأسرة زادت قدرتها علي القيام بالأنشطة المختلفة , ومن ثم زادت قدرتها علي تحقيق الأهداف والارتقاء بمستوي المعيشة.
        ويزداد الوعي باختلاف  كمية هذا المورد من شخص إلي أخر , عندما نلاحظ أن بعض الأعمال تبدو شاقة أو مجهدة للبعض علي حين يعتبرها بعض أخر أعمالا خفيفة ويستطيعون إنجازها بسهولة وبسرعة وبلا أي شعور يتعب أو إرهاق.
        هناك عامل يسبب صعوبة إدارة مورد الطاقة هو ارتباط هذا المورد ارتباطا وثيقا بمورد أخر هو الوقت فكل منها يؤثر في الأخر ويتأثر به.
        ويتوقف مقدار ما يستطيع الفرد إنجازه من أعمال علي مقدار ما لديه من وقت لأدائها , كذلك يتوقف مدي الاتساع أو الضيق في الوقت علي مقدار ما يتمتع به الفرد من طاقة وقدرته علي إنجاز تلك الأعمال فهما موردان مرتبطان لذلك يتحتم عند إدارة أي منهما وضع الثاني أي "مورد الوقت" موضع الاعتبار ومسئوليات ومهام ربة الأسرة تتطور بأطوار الأسرة , وفي المرحلة الثانية حيث الأطفال صغار ويتطلبون الكثير من العناية والرعاية والأعمال المنزلية تتزايد في كل اتجاه , ويزداد الضغط والمطالب علي الطاقات , ويرتفع قيمة الوقت فيبلغ الذروة.
        أهم أسباب الإرهاق الذي يصيب ربة الأسرة هي الاستمرار في عمل متواصل دون أن تخصص لنفسها وقتا للراحة تستعيد فيه مما بذلته من جهد كما إنها لا تحاول اكتساب المهارة التي تجعلها قادرة علي إنجاز أعمال بيتها بأقل جهد ممكن , وأنها تتجاهل الاستفادة بالآلات الحديثة التي تحمل عنها الجزء المرهق من الأعمال ألبيتيه وتوفر جهدها.
        فالإرهاق يؤثر علي أعصاب ربة البيت وتفكيرها تأثيرا سيئا ينعكس علي الأسرة بأكملها.
        ربة الأسرة الناجحة هي التي تعرف كيف تستفيد من الظروف المحيطة ومن التقدم العلمي وتتصرف في جهدها بحذر ودقة بنفس الحذر والدقة التي تتصرف به في مال الأسرة لتوفر من جهدها , فليس بدافع من الكسل ولكن بدافع الحرص علي بذل الجهد في تحقيق مزيد من رفع مستوي معيشة الأسرة المادي والثقافي.
وأخيرا الجهد: هو الطاقة الإنسانية المبذولة في شكل حركة أي "نشاط جسماني" تقوم بها عضلات الجسم نتيجة لإرشادات يتلقاها من المراكز العصبية في المخ وكذلك النشاط العقلي حيث يبذل الجسم جهدا وطاقة وان كانت لا تظهر عل شكل حركات عضلية واضحة.
ب- القدرات:  Abilitie
        القدرة أو الاستعداد Abilitie : هو حالة تبين قدرة الفرد علي تحصيل نوع معين من المعرفة أو اكتساب المعرة من ناحية معينة إذا أعطي التدريب المناسب.
        للقدرات صلة وثيقة بالميول والمهارات وتوافر بعض منها لدي الأفراد يعد موردا حيويا للأسرة , ومن القدرات ذات التأثير المباشر علي الأسرة القدرة الميكانيكية والقدرة الابتكارية:
        فان توفر القدرة الميكانيكية لدي رب الأسرة مثلا يعد من العوامل الهامة في تسهيل بعض الأعباء المنزلية في هذا العصر الذي من سماته استعانة الأسرة بكثير من الأجهزة والمعدات الكهربائية والميكانيكية , كذلك يمكننا أن نتصور ربة أسرة تتميز بقدرتها الإبتكارية المرتفعة.
        أن مثل هذه السيدة تستطيع إخفاء اللمسة الفنية علي كل ما تقوم به من عمل باستعمال خامات البيئة والسلع البسيطة القليلة التكاليف ويمكن الاستمتاع بذلك في الترتيب الفني للبيت أو في اللوحات المنسجمة الألوان أو في المائدة التي تعد وترتب للوجبات أو المناسبات المختلفة بطرق جذابة ومبتكرة.
        فان توفر القدرة الابتكارية لدي ربة الأسرة يوفر الكثير من الموارد البشرية والغير بشرية , بالإضافة إلي ذلك فان هذه القدرة الابتكارية تضفي الكثير من النواحي الجمالية والفنية علي المسكن والملبس والوجبات الغذائية مما يجعل الحياة أكثر بهجة وأعمق معني.
        وقد دأب علماء النفس منذ زمن بعيد علي محاولة قياس القدرات العقلية وتصميم المقاييس المناسبة لها.
        وتوضح نتائج الدراسات في علم النفس أن هناك قدرة عامة وشائعة في كل أشكال الأداء العقلي , وهي التي أطلق عليها "سبيرمان"
(العامل العام) والذي أصبح معروفا فيما بعد بأنه الذكاء , وتوضح نتائج الدراسات علم النفس أن كل فرد يختلف هو وأي فرد أخر في هذه القدرة العامة أو الذكاء ويختلف أداء الفرد الواحد من ميدان لأخر نتيجة للقدرات النوعية أو الخاصة التي ترتبط بعضها ببعض وتكون هذه القدرة عامة.
        ومن المقاييس التي تقيس هذا (العامل العام) اختبار"بينيه" بتعديلاته المختلفة واختبار "وكسار" بتعديلاته وصوره المختلفة والتي تتسق جميعها وهذا الفهم العاملي لقدرات العقل ونسق هذه القدرات وقد اكتشف "ثرستون" ومعاونة هلال دراسات واسعة عدد من العوامل الطائفية العامة التي تمثل نسق القدرات العقلية , وأطلق عليها اسم "قدرات العقل الأولية" وقد توصل "ثرستون" إلي ما يزيد عن عشر قدرات نتيجة للتحليل العاملي لعدد كبير من المقاييس ثم توصل "جيلفورد" إلي نظرية جديدة تفسر نسق القدرات العقلية , وقد أطلق عليها اسم (بناء العقل)
        ومضمون هذه النظرية: أي أن أي قدرة عقلية ممكن الاستدلال علي جوانب ثلاثة هي بمثابة الخصائص الجوهرية للقدرة العقلية , وتتكون هذه الجوانب الثلاثة من.
1-      العملية       process
2-      المضمون     content
3-      الإنتاج        prouct      


ونجد في مجال العمليات خمس مجموعات رئيسية هي:
        العمليات المعرفية , عمليات التذكر , عمليات التفكير التعبيري , عمليات التفكير التقريري , وأخيرا عمليات التقييم.
        والمضمون هو طبيعة المادة التي تناولتها العملية العلمية , ونجد في مجال المضمون الأربعة فئات رئيسية.
المضمون الشكلي – المضمون الرمزي – المضمون اللفظي – المضمون السلوكي.
        ونجد في مجال الإنتاج ستة فئات وكل عقلية يمكن أن تؤدي إلي إنتاج معين من هذه الفئات الستة المكونة لقدرة مختلفة وقد يكون الإنتاج في شكل وحدات أو فئات أو علاقات أو نظر أو تحويلات أو تصميمات.
        ويفترض "جيلفورد" مصفوفة ثلاثية الأبعاد:
البعد الأول يمثل: العمليات العقلية.
البعد الثاني يمثل: المضامين.
البعد الثالث يمثل: كل أنواع الإنتاج.
        ومن خلال التبادل والتوافيق بين كل فئة من فئات هذه الأبعاد الثلاثة نجد قدرة واضحة المعالم وتغيير أي بعد من أبعاد قدرة ما يؤدي إلي التعرف علي قدرة جديدة , قد تكون جديدة في عمليتها العقلية أو في مضمونها أو في إنتاجها.
        وعلي ذلك يمكن أن تصنف قدرات العقل علي أساس من العمليات العقلية , أو علي أساس مضمون هذه العمليات , أو علي أساس الإنتاج الخاص بها.
        وبضرب العمليات في المضمون في إنتاج نتوقع حوالي مائة وعشرين قدرة (5×6×4=120) , ويوضح ذلك الثراء الواسع للأداء العقلي وان قدرة الإنسان علي التفكير والتحليل والاستدلال وغيرها من العمليات العقلية هي التي دفعت الإنسان إلي اكتشاف كنوز البيئة من بترول وفحم ومعادن وغيرها , كذلك فان قدرة العقل هي التي مكنت الإنسان من السيطرة علي قوي الطبيعة , وما ترتب علي ذلك من تقدم علمي وتطور تكنولوجي , وتحسن أو ارتقاء في الفن الإنتاجي وهذه القدرة هي التي تمكن ربة الأسرة من إشباع حاجاتها وتحقيق أهدافها.
وهناك بعض أنواع القدرات وعلي سبيل المثال:
1- القدرات السمعية والبصرية:
        إن سلامة السمع والبصر لها أهمية في تكيف الفرد مع بيئته وكثيرا ما تعطل عيوب السمع والبصر الطلبة عن التحصيل والنجاح في الدراسة , كما أن هناك مهن ودراسات تحتاج إلي قدرة خاصة من هاتين الناحيتين مثل عمال التليفون التي يجب أن تتميز بسلامة السمع.
2- القدرات الآلية واليدوية:
        أن الاستعداد اليدوي الآلي يقصد به القدرة علي النجاح في أنواع من النشاط تتطلب السرعة والدقة , أما في استغلال حركات الذراعيين واليدين والتنسيق بينهما أو استغلال حركات اليدين والأصابع , فهناك من الأعمال والحرف ما يتطلب استعمال الذراعين واليدين , ومنها ما يتطلب استغلال حركات اليدين والأصابع.
3- القدرة الميكانيكية:
        أن القدرة الميكانيكية ليست  عبارة عن قدرة مفردة , إذا تتكون عدة قدرات مثل "التصور البصري للمساحات – سرعة الإدراك – المعلومات الميكانيكية –القدرة علي إدارة الآلات الميكانيكية أو صيانتها وإصلاحها"
وهذه القدرة هامة جدا لجميع البلاد الآن حاضرها يعتمد منها علي الآلات في إنتاجه.    
4- القدرة الكتابية:
        تعتبر هذه القدرة هي العمود الفقري في معظم الوظائف وهي تتكون من أعمال روتينية مثل الكتابة الخطابات باليد أو علي الآلة الكاتبة هذه العمليات لا تستغني عن الدقة و السرعة كما إنها تتطلب المهارة الآلية أو المهارة اليدوية وإجادة اللغة وإجادة قواعد الحساب مع توافر مستوي ذكاء معين للنجاح في الأعمال الكتابية.
5- القدرة الفنية:
        لقد أوضحت بعض الدراسات أن هناك ستة عوامل تدخل في القدرة الفنية وهي: المهارة اليدوية – القدرة علي بذل النشاط والاستمرار في العمل – الذكاء الجمالي ويعني القدرة علي إدراك المساحات – الخيال الابتكارى – الحكم الجمالي وهو يعني القدرة علي إدراك الوحدة في التنظيم.

ج- المهارات: Skills
المهارة: تعرف علي إنها القدرة علي تنفيذ نمط معين من السلوك تناسب الظروف الواقعة
(كوثر كوجك , 1982)
توجد منها مهارات طبيعية ومهارات مكتسبة
مهارات طبيعية: هي التي تكون نتيجة موهبة طبيعية في الإنسان مثل موهية الموسيقي أو
   الرسم أو القوة الجسدية أو الذكاء.
أي نتيجة موهبة طبيعية توهب للفرد عن طريق الوراثة.
مهارات مكتسبة: هي التي يكتسبها الإنسان نتيجة التعليم والتدريب والمران.
 (ليلي حجازين , 2002م)
الوعي بقيمة المهارات يؤدي إلي تفهم وتقدير الإدارة المنزلية التي تعتمد أساسا علي تلك المهارات.
فالمهارة تظهر قدرة ربة البيت علي استغلال ما لديها من معلومات وما اكتسبه من خبرات.
                                                                        (سميحة كرم , 1992م)
        وقد تكون المهارات كمورد من الموارد البشرية أكثر وضوحا في أذهان الأفراد عن الموارد السابقة , فإذا وجدت في الأسرة واحدة بناتها ذات مهارة في حياكة لملابس أو الاشتغال علي اله التريكو فهذا موردها ما لتلك الأسرة.
        وحسن التصرف الذي يعتمد علي الذكاء وسرعة البديهة مهارة لا شك فيها وهي تكتسب بالخبرة والتجربة ويمكن اعتبارها مورد بشريا هاما لان ربة البين بحسن تصرفها يستطيع أن توفر كثيرا من النفقات وتفقد مالية الأسرة من نفقات فيها سوء التصرف.
د- الميول والاتجاهات: inclinotion and Aitituden
الميل: "هو استعداد لدي الفرد يدعو إلي الانتباه إلي أشياء معينة تثير وجدانه"
الاتجاه:هو ميل عام مكتسب , نسجي في ثبوته وعاطفي في أعماقه يؤثر في الدوافع النوعية ويوجه سلوك الفرد.
أو هو احدي حالات التهيؤ والتأهب العقلي العصبي التي تنظمها الخبرة.
أو يتكون نتيجة لتأثر الفرد بمثيرات مختلفة تنبعث من اتصاله بالبيئة المادية والاجتماعية.


تعريف الاتجاه تعريفا جامعا شاملا:
        هو تنظيم متناسق من المفاهيم والمعتقدات والعادات والدوافع بالنسبة لشيء محدد.
        فالعمل الذي تنفقه ربة الأسرة وتشعر بقيمة ما تؤديه من عمل يقلل ما يبذل فيه من طاقة وعدم الشعور بالتعب والإرهاق من القيام بهذا العمل كذلك فان اتجاه أفراد الأسرة نحو ما تعده ربة الأسرة من وجبات اقتصادية والإقبال عليها من الأمور التي تعين ربة الأسرة علي القيام بمسئوليتها دون إرهاق ولاسيما في الظروف التي يشتد الضغط فيها علي موردي الوقت والجهد ومن ثم زادت قدرتها علي تحقيق الأهداف والارتقاء بمستوي المعيشة.
هناك علاقة وثيقة بين هذين الموردين أي الميول والاتجاهات.
        وتتضح أهمية هذين الموردين في مجال إدارة المنزل عندما نقارن بين سيدتين: إحداهما تميل إلي تنظيف المسكن وتربية علي حين أن الأخرى تبغض كل ما يتعلق بتنظيف المسكن والعناية به , ولا تستطيع أن تري أن هذا العمل إنما هو جزء من مسؤوليتها لأفراد أسرتها المتعلقة بتوفير البيئة الصحية والملائمة لنمو الأبناء فسيولوجيا وعقليا ونفسيا.
ومن الواضح أن:
        ميول السيدة الأولي تعد بما لا شك فيه موردا هاما للأسرة , وجدي بالذكر في هذا المجال أن دراسات خاصة في محاولة للتفسير المنظم للميول في ضوء مفاهيم أساسية للشخصية , وكان ينظر إلي الميول فيما مضي علي إنها عمليات اشترط تقوم علي الصدفة , أما الآن فانه ينظر إليها علي إنها تعبير عن حاجات عميقة وعن أنماط توافق معينة , ويتوقع المتخصصون في مجال علم النفس أن تتطور نظرية خاصة بالميول , وان يصبح قياس الميول مجالا حيا في تطور الاختبارات وف البحث العلمي , وان تنمو وتتنوع الدراسات حول العلاقة بين الميول والشخصية لاكتشاف كل الطاقات الكامنة في النفس البشرية.   
        وما يقال عن الميول يقال أيضا عن الاتجاهات وقد يبدو مفهوم الاتجاهات كمورد أكثر وضوحا , كما عندما تكون الأسرة في مرحلة التكاثر والإنجاب وتزداد النفقات ويشتد الضغط عل المورد المالي حين ذاك يصبح اتجاه رب الأسرة إلي عمل إضافي لزيادة الدخل من العوامل الهامة للأسرة , كذلك فان اتجاه أفراد الأسرة نحو ما تعده ربة الأسرة من وجبات اقتصادية وغير معقدة لا تستنفذ وقتا طويلا أو جهدا كبيرا.
        والإقبال عليها من الأمور التي تعين ربة الأسرة علي القيام بمسئوليتها المنزلية دون إرهاق أو توتر ولاسيما في الظروف التي يشتد الضغط فيها علي موردي وقت الأسرة وجهدها.
        ولاتجاهات الوالدين نحو الأبناء تأثيرا كبيرا علي نموهم العقلي والوجداني بل علي اتزان شخصياته: فقد أثبتت الكثير من البحوث وجود علاقة وثيقة بين اتجاه الأم العام لطفلها , سواء كان تقبلا وحبا أو رفضا وعدم مبالاة: اتجاه عطف وحنان أو حرمان وقسوة , اتجاه تسامح وديمقراطية أو اتجاه سيطرة وديكتاتورية , فهناك علاقة واضحة بين هذه الاتجاهات وبين صفات معينة: فقد أتضح من هذه الدراسات أن أساس ثقة الصغير بنفسه وبالعالم حوله تنشا خلال نموه في شيء حياته الأولي , وان هذه الثقة المبينة علي خبرته الأولي تتوقف إلي حد كبير علي نوع علاقته بامه واتجاهاتها له في هذه المرحلة المبكرة من نموه.
        الأسرة: هي اول محيط اجتماعي يلتقي فيه الفرد النمط الثقافي لمجتمعه كما يتعلم الفرد فيه النماذج الأولية المختلف الاتجاهات.
        ومعظم الاتجاهات الأولي التي كسبها الطفل تكاد تنحصر في محيط الأسرة ونظرا لعجز الوليد النسبي وانحسار خبراته في هذا المجال الضيق فان ما يكسبه ويتعلمه الطفل من أمه خاصة , ومن أسرته عامة هو الذي يطيع الاتجاهات الجديدة عندما تتسع دائرة اتصالاته , وتصبح الاتجاهات الأولي الخلفية التي يترجم الإنسان في ضوئها الخبرات الجديدة التي يتعرض لها , وفوق ذلك فان بعض الاتجاهات التي تكون في مرحلة الطفولة المبكرة تكون علي مستوي لا شعوري.
        وكثيرا منها ينشا لدي الوليد في مرحلة المهد وقبل أن يكتسب القدرة علي الكلام , وهي علي هذا النحو تكون في متناول الإنسان في المستقبل من حيث قدرته علي استرجاعها أو إخضاعها للعمليات العقلية العليا كالتفكير والتصور والتخيل , وهكذا نجد أن كثير من خبرات الطفولة ونجاحه في سن المهد والطفولة المبكرة نظر أثارها بما فيه ما بقي الإنسان , وفضلا علي ذلك فإنها تصارع كل جديد محاولة التغلب عليه أو تشكيله.
هـ- المعرفة أو العلم: Knowledge
        العلم والمعرفة من الموارد المكتسبة من التعليم ومن التجربة والخبرة كما إنها تمد الإنسان بالمعلومات اللازمة وتسلحه بالوسائل أو الطرائق التي تمكنه من الحصول علي ما يلزمه من معلومات أو بيانات في أي مجال من مجالات الحياة.
        وأهمية هذا العامل عند مقارنة حياة ربة الأسرة المتعلمة بحياة ربة الأسرة الجاهلة فان الجهل يحرم الأسرة من القدرة علي التفكير الصائب عند تصريفها لشئون حياتها فالعلم ينمي البصيرة فيجعل ربة الأسرة أكثر كفاءة في معالجة جميع المسائل التي تقابلها.
        فالتعليم أكثر من مجرد استيعاب المهارات الأكاديمية والمادة الدراسية التقليدية فهو ينسحب أيضا إلي اكتساب المهارات المهنية والأسرية والاجتماعية والي تنمية التذوق الجمالي والي تكوين الاتجاهات والقيم والي خلق اتجاه أصيل في الفرد لتحقيق أهدافه وعلي ذلك فان إلمام ربة الأسرة بالمعلومات اللازمة لتوفير الغذاء الصحي المتزن أو المسكن الملائم بأهمية إنشاء علاقات حميمة في محيط الأسرة وفي نطاق المجتمع بالوسائل التي تمكنها من تحقيق ذلك كله يعد موردا بشريا حيويا.
و- المعلومات:
        يقصد بالمعلومات الأرقام والحقائق التي تساعد الإدارة علي تصور ما يحيط بها من مواقف , وتفسير ما يحدث من مظاهر وأحداث وصولا إلي التنبؤ الدقيق لما يمكن أن يقع ف المستقبل.
أهمية المعلومات:
        لا شك أن أي فرد أو منظمة أو مجتمع يسعى إلي تحقيق القوة وهي تعتبر الباعث وراء كل نشاط إنساني , وتعتمد هذه القوة علي ثلاث عناصر أساسية هي:
(العضلات – المال – المعلومات) واهم هذه العناصر في المرحلة القادمة من حضارة البشرية وهي المعلومة وأصبحت المعلومة المصدر الوحيد للقوة ذات النوعية المتميزة , وتتميز المعلومات عن العنصرين الآخرين للقوة في إنها لا نهائية , أي ليس لها حدود تحدها.
        وتتصف المعلومات بما يأتي:
1-      لا تغن بالاستعمال , فهي قابلة للاستعمال الدائم في أكثر من هدف.
2-      غير محددة الأثر , وفي امكاننا توظيفها في إغراض لانهاية لها.
3-  يمكن أن يمتلكها الغني والفقير , في حين أن عناصر تحقيق القوة الأخرى (المال – العضلات) لا يملكها إلا القوي والثري وعلي هذا فان المعلومات عنصرا ديمقراطيا لتحقيق القوة مما يجعلها مصدر للتحكم في العنصرين الآخرين.
وظائف أو استخدامات المعلومات:
هناك معايير تسمي معايير تعظيم الفائدة من المعلومات وهي:
        أن تكون المعلومة (دقيقة – كاملة – مناسبة – مختصرة – تصل في التوقيت المناسب لاتخاذ القرار وليس قبله أو بعده)
        وكلما كانت المعلومات المتاحة يتوافر فيها المعايير السابقة , كلما كان ذلك عونا لتحسين العملية الإدارية وموردا استراتيجيا حقيقيا , وفيما يلي بعض استخدامات المعلومات.
أولا: استخدام المعلومات في الرقابة:
        المعلومات هي المفتاح لتحقيق الإدارة لنظم الرقابة الفعالة , ونجد أن عملية الرقابة تتمثل في إعداد المعايير , وقياس الأداء الفعلي , ومقارنة الأداء الفعلي بالمعايير , ثم التصرف بناء علي النتائج.
ثانيا: استخدام المعلومات ف اتخذا القرارات الإدارية:
تتمثل أهم الوظائف التي تقدمها المعلومات للإدارة فيما يلي:
1-      وصف المواقف والأحداث المختلفة والمؤثرة علي الإدارة.
2-      تحليل المواقف والأحداث السابقة.
3-  معونة الإدارة في اتخاذ القرارات من خلال توفير أسس المقارنة والمناضلة بين الحلول والإجراءات البديلة لاختيار أفضلها جميعا.
4-      توفير المعلومات عن الأحداث والظاهر المستقبلية (التنبؤات)
5-      تقييم السياسات والقرارات الإدارية لبيان مدي فاعليتها وكفاءتها في تحقيق الأهداف المقررة.


  


5- فلسفة متكاملة تجاه الموارد:
        إن الفلسفة التي تبدو مناسبة تجاه الموارد في وقتنا الحاضر هي التي تركز علي النظرة المتكاملة تجاه الموارد مع ما يستتبعه ذلك من الوعي بأهمية العلاقات المتبادلة بين الموارد بعضها وبعض. ومثل هذه الفلسفة الإدارية التي تتعلق بموارد الأسرة تقتضي أن يوضع الإنسان في المرتبة الأولي بالنسبة للموارد المادية، كما تقتضي اكتساب المهارة في الاستعمالات البديلة لكل موارد لأن ذلك يضمن أكبر قدر ممكن من إشباع حاجات الأفراد، ويجب تجنب الإسراف في الموارد أو تبديها ويقصد بذلك ألا تستهلك كمية كبيرة من الموارد دون فائدة أو دون إشباع الأفراد سواء تم ذلك في الحال أو بعد أمد طويل.
ومن بين الاتجاهات الهامة التركيز علي استعمال الموارد بتنمية موارد أخري جديدة وخاصة الموارد البشرية أو "الثروة الإنسانية" التي هي عماد التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع.

siege auto

0 التعليقات

إرسال تعليق