الأربعاء، 14 مارس 2018

بحث عن ادارة الوقت


ادارة الوقت

الشعور بالوقت:
يختلف الأفراد في تعريفهم للوقت فبينما يستطيع بعض الناس أن يحددوا بدقة المدة الزمنية التي قضوها في القراءة أو العمل أو زيادة التزاور يقوم آخرون بشكل متواصل بالمبالغة أو إنقاص المدة الزمنية التي قضيت حيث أن إحساس الفرد بالوقت قد يتأثر بتصرفات درجة الحرارة أو بوجود أو غياب الضوء أو بالوحدة أو بالحماس أو بالممل علاوة علي عدد من العوامل الأخري.
        وقد وضع ميرلو نظرية أثبت فيها أن قضية إحساس الفرد بالوقت لها أربع أبعاد هي:
الوقت الحيوي – تقديرات المدة الزمنية – الوقت التاريخي – الاستمرارية
أ) الوقت الحيوي:
        التقسيمات الطبيعية توفر للناس التعرض الأساسي للوقت فالتقسيمة السركادية هو مصطلح يستخدم لوصف دوائر الأربعة وعشرين ساعة تقريبا نهارا ومساءا في زمن النوم والاستيقاظ والظاهرة الطبيعية كالتغيرات في أوجه القمر أو المواسم هي أمثلة علي دوائر تقسيمية تعرف أو تشير إلي مرور الوقت ونظامية التنفس ومعدلات دقات القلق أو النبض وغيرها من الوظائف العضوية كلها تشير إلي مرور الوقت.
        يتعرض الناس لهذه التقسيمات مثلما تعرض لها الناس قبل الميلاد غير أنه في المجتمعات الثقافية يحرر الناس أنفسهم من تأثير الوقت الحيوي مع غياب بعض أشكال الضوء الصناعي أو الإنارة الصناعية يعتمد الناس كلية علي الشمس وعندها سيستيقظون وينامون طبقا للتقسيمة الشمسية وتتيح الإضاءة الداخلية للناس تبديل تأثير تقسيمة ضوء النهار الطبيعي غير أن الناس الذين لديهم ساعات عمل شديدة التغير أو الذين يسافرون بطائرة مسافات بعيدة جدا أو أبلغوا عن مشكلات في عملية ضبط الوقت.
        "أورم، ستراج هولد" صرحوا بأن عدد الأيام المطلوبة لضبط منطقة وقتية أو جدول عمل جديد وذلك نتيجة التغيير السركادي أو تقسيمة الـ 24 ساعة، ولو تم تجاهل هذه التقسيمات تماما فإن مفهوم الفرد للواقع قد يتشوه أو يرتبك.
الفترة الزمنية:
        إن مرور الوقت يشار إليه من الساعات (كساعة الحائط مثلا) غير أن الناس يختلفون في مدي دقة أو درجة دقة قدراتهم علي تقدير الفترة الزمنية أو الساعة الزمنية بشكل موضوعي علي سبيل المثال قد يسأل طفل صغير عن الفترة الزمنية التي ستسبق وقت الغداء وقد تجيبه أمه بتقدير حوالي نصف ساعة ولأن الأطفال يميلون لتحقيق الأشياء في الوقت الحاضر فإنهم ينظرون إلي الحياة علي أنها عدد كبير أو رقم كبير من الأحداث المتغيرة حيث أنهم يشعرون بعوزية الجوع وعندما يبدو لهم أن الوقت يمر أبطأ منه عند والديهم، الأمزجة مثل الملل والطبيعة النوعية للنشاط مثل مدي طارئيته أو عجلته أو أهميته قد يؤثر أيضا علي تقدير الأفراد للفترة الزمنية أو المدة الزمنية.
الوقت التاريخي:
        تحديث أو تحديد أحداث ماضية (أحداث الماضي) في الوقت هو بعد آخر للإحساس الموضوعي به.
يشرح مارلو هذا بقوله:
        "يفسر مارلو أن هذه النتائج المتطلبة في الذاكرة تساعد علي فهم أسباب وتأثير العلاقات وتتأثر باللغة والميراث الثقافي حيث أن الوقت الزمني يعطي ترتيبا للأحداث السابقة فلو أنه علي سبيل المثال "أسرة" تستطيع تذكر ترتيب جدال ما فإنه يمكن عندئذ تحديد سبب المشكلة غير أنه بدون الذاكرة سيكون مثل هذه المعرفة مستحيلة ومثل الإدراك أو نموذج الإدراك فإن تفسيرنا لأحداث الماضي يتأثر بالثقافة ويمكن تفسيره بشكل مختلف من قبل المواطن الصيني أو الأمريكي الجنوبي لأسباب خاصة باللغة والخلفية الثقافية.
الاستمرارية:
        إن بعد الاستمرارية يتوازي بشكل ما مع مفهوم الوقت أو الزمن التاريخي وبخلاف ربط وترتيب أحداث الماضي فإننا نعرف الاستمرارية بالأحري علي أنها رابطة ما بين أنشطة الماضي والحاضر والمستقبل وفي ظل مفهوم الاستمرارية يصبح الناس منتبهين أو يقظين لمرور الوقت وأيضا يقظين لهوياتهم الشخصية وقد يخضع الناس أنفسهم لأكثر من عنصر زمني واحد، الماضي، أو المستقبل أو الحاضر، هذه الإخضاعات قد تغير في أعمار الأفراد وقد تتغير أيضا في ظل نفس الثقافة فقد لاحظ جروس وكرامنل ونول أنه بينما أوضح أو أبدي الأمريكان ميلهم نحو الزمن المستقبلي ظهرت موجة حديثة نحو مزيد من الخضوع للوقت الحالي إذن فإن الإحساس الموضوعي للفرد بالوقت يشكل جزءا من إدراكنا للواقع ويؤثر علي ترتيب الأنشطة في حياتنا كما يؤثر علي تحديد الهدف وتحقيقه.
        فإن هذا الإحساس الموضوعي بالوقت هو ما يدفع مؤلف هذا الكتاب لتصنيف الوقت علي أنه طاقة بشرية فلو نظرنا للوقت علي كونه مجرد هدف فستكون للساعات المستخدمة قيمة وقد نصنف الوقت علي أنه معيار علي أساس مقياس التقدم.
القياس:
        القياس الرسمي يساعد الناس علي التعارف وتنسيق وتعاون أنشطتهم مع الآخرين فالشخص الذي يود التحدث مع طبيب أو مدرس أو مسئول مدينة أو موظف عادي ينبغي عليه تحديد موعد لفترة زمنية محددة في المستقبل وفي مثل هذا الموقف قد تقوم السكرتيرة أو موظفة الاستقبال بترتيب موعد يوم الثلاثاء الساعة الثالثة علي سبيل المثال، هذا الموعد بني علي فهم أن هؤلاء المعنيون يفهمون متي سيكون الثلاثاء ويفهمون معني مصطلح الثالثة مساء فبينما يساعد إحساس المرء بالوقت علي تحديد مكانه في لمعالم فإن الوقت الرسمي يكون مهما في تنسيق الأحداث مع الأفراد الآخرين أو الأماكن أو الأشياء الأخري فالوقت الرسمي يكون مهما في تنسيق الأحداث مع الأفراد الآخرين أو الأماكن أو الأشياء الأخري فالوقت الرسمي يتوازي بشكل ما مع المفهوم الحيوي للوقت ولأن الناس تختلف من حيث وعيها بهذه الدوائر الحيوية وأيضا بسبب الحاجة لتنسيق الأنشطة قد تم تحديد مرور الوقت في إطار رسمي فتقسيم القرون والعقود والسنون والمواسم والشهور والأيام والساعات والدقائق والثواني وحتي الأجزاء الأكثر صغرا من الوقت هي مبنية جميعها علي دوائر طبيعية فالساعات ونتائج الوقت المستخدمة تخضع الناس لهذا النظام الرسمي لقياس الوقت.
        وتنمية المعرفة بالوقت هي عملية تدريجية والقياس الرسمي له هو الأخير في سلسلة علوم متعلقة بالوقت.
وقد صرح بياجيه: "أن الأطفال يحتاجون مبدئيا لأن يصبحوا حساسين .....
        تجاه الأحداث في حياتهم ولمعرفة الطول الزمني لهذه الأحداث كما لاحظ وجود علاقة بين الوقت والنبض في مفهوم الأطفال الصغار للوقت بمعني آخر فإن الشخص أو الشيء ذو السرعة الأكبر يبدو مستهلكا لوقت أقل من نظيره الأبطأ وفهمنا للقياس الهدفي للزمن ولا يتطور تماما إلي أن يصبح الطفل ما بين 8 : 12 من العمر.
وقد صرح ميرلو أوماريو:
        إنه في ظل بعض الأمراض العضوية التي قد يواجه الأفراد بعضها أو يتعرضون بسببها وينظرون نظرة مشوهة أو متخلفة للزمن فإن اهتمام المرء بالوقت وحرصه عليه بصورة مبالغ فيها قد يوصف ذلك أحيانا بمصطلح سوء إدارة الوقت وذلك نتيجة عوامل عضوية فالوقت ما هو إلا صورة تفهم تدريجيا ونظرا لكونه طاقة فإنه يقاس بشكل هدفي وموضوعي وإدراكنا للوقت علي كونه طاقة يمكن إدارتها قد يضفي علي حياتنا ترتيبا واتجاها.
نماذج استخدام الوقت:
        تم تصنيف استخدام الوقت طبقا كتطبيق نوعي لتحقيق أغراض التحليل النفسي أو الشخصي أو الذاتي وأيضا البحث العلمي وتشتمل التصنيفات التي تم تطبيقها في البحث اثنين:
أولا: العمل
ثانيا: الفراغ، مدة العمل، والعمل الشخصي، الاستهلاك، استغلال العقل والروح وأيضا الكسل.
وسيتم شرح نماذج الوقت بشكل أبسط فيما يلي:
وقت العمل:
-         هل يتكون العمل من هذه الأنشطة التي يتلقي الأشخاص المال مقابل أداؤها ؟
-         هل الإنتاج في العمل لا يكون واقعا إلا من خلال النتائج الملموسة ؟
-         هل العمل هو مجموعة الأنشطة المطلوبة التي تحتاجها للبقاء علي قيد الحياة ؟
        الأسئلة السابقة من بين الأسئلة التي من أجلها تصارع الباحثون وواضعي النظريات بغرض تطوير تصنيفات لاستخدام الوقت وهنا يعرف الوقت علي أنه الأنشطة التي تحدث أو محدثة نتائج مقاسة لأداء الفرد أو أداء الآخرين وتنويعات وقت أو مدة العمل تشتمل علي العمل الذي نقوم به ونتقاضي أجرا عنه أو أنشطة المنزل (الأعمال المنزلية) أو العمل التطوعي.
الوظيفة:
        الوقت المخصص للوظيفة التي نتقاضي عنها أجرا هي أحد فئات وقت العمل فلو تقاضي الناس أجرا عن عدد من الساعات وعن عدد الساعات والأسابيع التي يعملونها فإن الوقت عندئذ سيبدو أكثر قيمة اقتصادية عما إن كان العمل متعلقا بشكل محض باستيفاء متطلبات البقاء علي قيد الحياة دون وجود عائد نقدي.
        ويختلف وقت أو تختلف مدة الوظيفة أو التوظيف بالوظائف تختلف فأيام العمل ليست بالضرورة المعيار من 8ص إلي 5م وأسابيع العمل لا تمتد غالبا من الاثنين إلي الجمعة والطبيعة النوعية لساعات العمل تؤثر في فترة أنشطة اللاعمل كما تؤثر أيضا في تنسيق المرء ومشاركته لأنشطته مع الآخرين فالفرد الذي يركز وقت عمله من 10 : 12 ساعة في الأيام في أسبوع يعمل به أربعة أيام، يمتلك ثلاثة أيام متعاقبة لأداء الأنشطة الأخري التي لا يمتلك لها غير وقت محدد خلال أيام العمل الاسبوعية والأفراد الذين يعملون في مواقع مهنية أو تنفيذية عادة ما يكون لديهم خيار في ساعات العمل غير أنهم يعملون أياما أو أسابيعا أطول من نظائرهم الذين ممن يتمتعون بساعات عمل منتظمة وقد يحضر مثل هؤلاء الأفراد علي سبيل المثال أعمالهم من المكتب إلي المنزل وقد يعملون بعد انتهاء دوام الوقت أو العمل مما يؤدي بهم إلي امتلاك وقت أقل للأنشطة الأخري ونتيجة لمواجهة بعض الناس لساعات عمل أقل قد يسعي أحدهم للحصول علي وظيفة أخري إما لزيادة دخله أو لتمضية الوقت فحوالي 5% من كل الأفراد العاملين لديهم وظيفتين أو أكثر بالوظفية الثانية والثالثة توفر للمرء أو العائلة دخل أكثر تناسبا لكنه قد يترك لمن يتلقي هذا المرتب وقت أقل للاستماع بغرض أن شخصين قاما بتوظيف نفس العدد من ساعات العمل في اليوم الواحد فلو أحد العاملين قام بتسلية نفسه ساعتين في اليوم فسيجعل هذا العامل أو سيكون لدي هذا العامل وقت أفضل من نظيره الذي يعمل أو يمشي من 5 : 10 ق فلو قام هذا الشخص الذي يستغل وقته في التسلية من خلال القيادة إلي محل عمله فإن وقت زمنه سينشغل تماما في عملية القيادة نفسها.
        غير أنه لو أن شخصا استخدم وسيلة من وسائل المواصلات العامة فإن وقت السفر يمكن أيضا استغلاله في بعض الأنشطة البديلة فالموظفون يمكن أن يقرأوا ويتسلوا وبالنسبة لبعضهم يمكن أن تكون عملية تمضية الوقت أكثر ابتكارا.
الأعمال المرتبطة بالمنزل:
        القيام بالأعمال المنزلية والرعاية الشخصية ورعاية باقي أفراد الاسرة هو نوع آخر أو شكل آخر من أشكال وقت العمل أو الإنتاج وعلي الرغم من أن متطلبات الوقت الخاصة بعمل منزلي محدد قد تغيرت علي مدي الأربعين عاما الماضية فإن متوسط الوقت الإجمالي لقضاء هذا العمل لم يتغير.
فعلي سبيل المثال:
        فإن وقت إعداد الطعام وتنظيف المائدة بعد الفراغ من الأكل استغرق وقتا يقل 30ق عام 1967 عنه في دراسة أخري أجريت عام 1927 ففي غضون نفس الوقت فإن معدل التسويق والاحتفاظ بالتسجيلات وإدارة الأعمال المنزلية قد استغرق وقت يقل 30ق حيث قضت السيدات أو أمضت ما لا يقل عن 4 ساعات يوميا في الأعمال المنزلية وزاد هذا الوقت مع وجود الأطفال خصوصا الصغار منهم أما الرجال فيقضون متوسط ساعة إلي ساعة ونصف يوميا في الأعمال المنزلية وإسهاماتهم زادت لأن ساعات عملهم قلت أما الوقت الذي يقضيه الأطفال في الأعمال المرتبطة بالمنزل كانت قريبة من تلك التي يقضيها الكبار الراشدون يندهش القراء من كم الوقت المستهلك في الأعمال المنزلية لكن لأن الأفراد يشترون الآن بضائع أكثر ومنازل أكبر فإن الوقت الذي يقضونه في الشراء وتجهيز واستخدام وصيانة وتنظيف هذه الأشياء ويميل أيضا للزيادة ولأن الأعمال المنزلية قد أصبحت أسهل بسبب التكنولوجيا قد يقوم الناس بعمليات التنظيف والغسيل بصورة أكثر تكرارا فمهام أخري مثل قيادة الأطفال من وإلي أنشطة فراغهم قد أضافت أيضا للعمل المنزلي أو أضيفت له في غضون نفس الأربعين عاما.
العمل التطوعي:
        إن الوقت الذي نمنحه للكنيسة وللمجتمع والأمة بلا مقابل مادي يوصف بأنه العمل التطوعي قد يمكن تصنيفه علي أنه وقت فراع لكن طبيعته الإنتاجية تؤدي بالمؤلفين لتصنيفه علي أنه نوع أو شكل من أشكال وقت العمل ففي منتصف الستينات تم تقدير أعداد المتطوعين بحوالي 16% من إجمالي السكان ممن تتعدي أعمارهم الـ 14 عاما والوقت الذي تقضيه في الأنشطة التطوعية قد يختلف من المتطوع بعملية القيادة إلي الاجتماعات أو لقاءات أو مقابلات المجتمع الأسبوعية الذي يؤدي سنويا، يتنوع ما بين تطوع إلي الوقت الذي نقضيه في خدمة المكتبة أو المستشفي المحلية وبالرغم من أن الأفراد الذين يقضون وقتا لخدمة المجتمع لإتمام الأعمال المنزلية لا يتم غالبا دفع مقابل مادي لهم فإن هذا الاستخدام للوقت يؤثر فعليا علي نوعية الحياة الخاصة بالشخص والمنزل والمجتمع والأمة.
وقت العمل:
        يعد النوم هو أكثر الأنشطة البشرية المستهلكة للوقت فهو يستغرق حوالي 1/3 يوم الإنسان البالغ الراشد وما يزيد عن ذلك بالنسبة للأطفال. وبالرغم من كون النوم ضروري للبقاء علي قيد الحياة فإن الكميات النوعية المطلوب تختلف من شخص لآخر فبينما يحتاج شخص 6 ساعات من النوم ليشعر باليقظة يحتاج آخرون من 9 ساعات علي الأكثر للنوم كل يوم وبخلاف النوم فإن وقت الفراغ ووقت الإجازة يصنفون علي أنهم وقت اللاعمل.
وقت الفراغ:
        إن الوقت غير المخصص للعمل أو النوم يسمي وقت الفراغ يمكن أن يكون وقت الفراغ شيئا مفروضا أو باختيارنا فالشخص الذي يسعي للحصول علي عمل ذو دوام كامل لكن لا يجد إلا وظيفة دوام جزئي يواجه ما يسمي بوقت الفراغ الإجباري.
        فلو أن الرجل أو المرأة ليده طاقات اقتصادية غير بشرية ناقصة: المال أو وسائل المواصلات أو المعدات أو ينقص الاهتمام بأنشطة وقت الفراغ عندها سيكون هذا الوقت قيد وليس بالأحري طاقة فصغار المراهقين والأشخاص مما يتعدون 65 عاما من العمر وربات البيوت من السيدات تزيد بينهم احتمالية مواجهة وقت الفراغ الإجباري عن أعضاء المجموعات الأخري.
وقت الإجازة / الترفيه:
        إن الوقت الذي يتم قضاؤه في أنشطة اختارها الأفراد في حد ذاتها وتحمل مكافأة هي ما نسميه وقت الترفيه بمعني آخر بعد وقت الترفيه وقت فراغ غير جبري فلو جلس المرء لأنه يريد أن يجلس فإن وقت الجلوس يصنف علي أنه وقت ترفيهي محض فرحلات العائلة الخلوية، التزلج علي المياه، ارتياد أو ركوب الحصان وممارسة لعبة التنس والقراءة وغيرهم من الأنشطة الغير مرتبطة بقواعد العمل تعد أيضا أنشطة وقت ترفيه وقد تتداخل بعض أوقات الترفيه مع الوظيفة كما أن بعض أنشطة الترفيه قد تنطوي علي حرية اختيار أكثر من أنشطة أخري فالموظف الذي يستمتع بالجولف أو البولينج أو كرة السلة قد يشعر بالضغط عندما ينضم إلي فريق ترعاه شركة فهل سيكون عندئذ وقت ترفيهي محض ؟؟
        فالأسرة التي تشتري وتعيد تصميم منزل قديم أثناء وقت فراغها تقوم أيضا بإدخال عناصر العمل مع عناصر الترفيه والمدرسة أو المدرس الذي يعمل بمدرسة تفتح أيام الأحد ويحضر دروسه لفصول الأسبوع القادم يخلط ما بين العمل التطوعي ووقت الترفيه والطفل المجهد الذي يفتح التليفزيون لكي يتحول عن واجباته فيستخدم الوقت من أجل الهرب لكن هل هذا وقت ترفيه محض ؟؟
        لو أنه علي القارئ أن يدرس استخدام وقت الترفيه المحض فسيحتاج للسؤال للاستفهام عن الطبيعة المميزة للأنشطة والعلاقة بين تلك الأنشطة وقواعد العمل.
وقد استخدمت الدراسات الخاصة بوقت الترفيه التعريفات الفردية له.
أحد الدراسات التي أجريت علي أعمال منزلية غير ريفية:
        استبعدت الوقت الذي يتم قضاؤه في الوظيفة والنوم وإتمام أو إنجاز أعمال العناية الشخصية والعناية بالمنزل غير أن هذه الدراسة اعتبرت وقت التطوع ووقت الدرس كأنشطة ترفيهية، في هذه الدراسة كان لدي ربات المنزل ممن لا يعملن وقت ترفيه أطول قليلا من نظائرهم من الرجال العاملين بينما ان لدي النساء العاملات أقل وقت ترفيه بين تلك المجموعة الثلاث وفي غضون أسبوع كان لدي جميع المشاركين متوسط خمسة ساعات يوميا من وقت الترفيه وإدراك هؤلاء الباحثين لوجود مشكلة في دراسة وقت الترفيه وتساءلوا هل يعد الأكل علي سبيل المثال نشاط وقت ترفيه أم نشاط خاص بالرعاية الشخصية ورعاية العائلة.
        إن الأنشطة الاجتماعية غير الرسمية ومشاهدة التلفاز كانوا من بين أكثر أنشطة ترفيهية التي أقرتها دراسة دولية عن استخدام الوقت فالمواطنون في الدول الأقل تقدما عادة ما يقولون أن لديهم تنوع أكبر في أنشطة وقت الفراغ عن نظائرهم في الدول المتطورة اقتصاديا وعزا فيرج هذه العلاقة جزئيا إلي وجود تليفزيون عند المجتمعات الأيسر ماديا ولاحظ هؤلاء الباحثون وجود أنماط ترفيهية داخل كل دولة مما أدي إلي استنتاج أن المجتمع يؤثر علي تعريفات الأشخاص إلي الاستخدامات المقبولة لوقت الفراغ.
        وقد تؤثر أيضا خصائص الوقت المتاح علي اختيارات أنشطة وقت الترفيه فلو أن وقت الفراغ كان متاحا بنسبة صغيرة فإن الأشخاص قد يختارون أنشطة تختلف عن نظائرهم ممن يتمتعون بمساحات أكبر من وقت الفراغ.
        ويمكن استغلال دقائق قليلة في عمل زيارات أو في القراءة ومشاهدة التليفزيون والمشي بغرض التسلية والترفيه أو قيادة الدراجات لكننا سنحتاج لفترة أطول إذا قمنا برحلة لعمل معسكر بالمثل فإن انتظام وقت الفراغ قد يمكن أن يؤثر علي اختياراتنا لأنشطة الترفيه بالشخص الذي يعلم أن لديه يومان محددان قد يمكن أن يخصصهما من الأسبوع يفرغ فيهم من العمل قد يختار أنشطة ترفيهية تختلف عن هؤلاء ممن لهم وظائف أو يخضعون لقوانين ترتبط بالمنزل تتطلب منهم أن يكونوا متواجدين دائما والأشخاص الذين يعتبرون وقت الفراغ وقتا بالغ الأهمية قد يختارون أو يرفضون وظائفا معينة لأن قواعدها قد تؤثر علي التزاماتهم بإمضاء وقت الفراغ.
        ومن المناقشة السابقة يمكن الاستنتاج بأن استخدام الوقت في أنشطة وقواعد معينة يحد أو يقيد من الاختيارات المتاحة للاستخدامات الأخري للوقت وبالرغم من أن البيانات المقدمة هنا توضح الميول العامة في استخدام الوقت فإن أولويات الفرد والعائلة قد تتطلب أن تضعها في الاعتبار أو تتفكر فيها عند إدارتنا للوقت.
تطبيق عمليات الإدارة علي استخدام الوقت:
        يعتبر الوقت طاقة مهمة لأنه يستخدم مع مصادر أخري من أجل أن تحقق الهدف وعن طريق تطبيق هذه الإدارة يستطيع الافراد والعائلات استغلال الوقت في تحقيق أنماط الحياة المرغوبة وفي عمليات إدارة الوقت قد يطور الأشخاص الموارد الأخري أو يتعرفون علي أولويات حياتهم التي كانوا يجعلونها سابقا ولا يفكرون فيها في السابق.
تقييم استخدام الوقت:
        إن الشخص أو العائلة الغير راضية عن الاستخدام الحالي للوقت قد تشعر بضغط طلبات الوقت وقد ترغب في تحسين فاعلية استغلاله وتقييم الاستخدامات الحالية للوقت بعد بداية منطقية للتحسين ويوفر هذا التقييم حجر الزاوية شيئا محوريا يمكن منه تقييم التغيرات ومثل هذا التحليل ينبه الأشخاص إلي التحسينات الممكنة في استخدامات الوقت وغيره من المصادر والطاقات.
        وأحد التقنيات البسيطة للتقييم هو تذكر استخدام الوقت في الأربع وعشرين ساعة الماضية، عمل قائمة بالأنشطة وكمية الوقت المستخدم لإتمامها وأيضا جمع الكم الكلي للوقت هي أشياء تشملها هذه التقنية والاشخاص الذين يخلطون بين الأنشطة مثل من يستمعون إلي الراديو أو المذياع بينما يفعلون شيئا آخر ستكون لديهم مجموعة أكبر من الأنشطة التي قضيت في غضون 24 ساعة من اليوم وتحليل الأنشطة التي قوم بها مجموعات رئيسة مثل العمل والنوم وقضاء وقت الفراغ قد يؤدي إلي فهم التوازن بين تلك الأنشطة ولأن الأشخاص يختلفون في قدراتهم الاسترجاعية فإنه قد تنسي بعض الأنشطة وعندها قد لا تكون تقديرات الوقت دقيقة تماما وبالتالي ستؤدي أشكال إضافية من التقييم إلي فهم أشمل لأنماط استخدام الوقت فمقدار الوقت المتعلق بالأنشطة الأسبوعية قد تبدو رتيبة غير أن المعرفة التي اكتسبناها من مثل هذه التجربة قد تؤدي إلي إدارة أكثر واقعية للوقت ولتقييم الأنشطة الموضوعة في القائمة فلابد لنا من توجيه عدة أسئلة فقد يحتاج المرء علي سبيل المثال أن يفكر في الوقت المخصص للنوم ... هل تخصيص وقت بالغ الطول أو بالغ القصر للنوم المتغير تبعا للاحتياجات الشخصية قد يحول دون تحقيق الهدف ؟؟
        ولو تم تقييم بعض الأنشطة الموضوعة في القائمة علي أنها غير مهمة أو مفرطة الاستهلاك للوقت فسيكون من الضروري التفكير في حذفها أو تبديل تكرار مثل هذه الأنشطة أو علم الطرق القصيرة لإكمال مهام هذه الأنشطة والتفكير في أسباب التأخيرات أو الغياب قد يساعد في إحداث إكمال أكبر لهذه الأنشطة أو يعيد مراجعة الأولويات فدرايتنا بروتين استخدام الوقت أو المقاطعات المتكررة أو الأنشطة الغير متوقعة وأيضا الأسئلة الخاصة بتحقيق الهدف أثناء الأسبوع قد يقودنا إلي تخطيط أكثر واقعية.
تخطيط استخدام الوقت:
        يستخدم معظم الناس الجداول الرسمية والغير رسمية للوقت لكنهم لا يتساوون في إجادة إدارة الوقت فبعض الأشخاص يتصرفون وكأنهم في سباق مع الزمن ويحاولون تحقيق كل شيء قبل نهاية اليوم، أما غيرهم ممن يستطيعون توقع متطلبات وقتهم ويستطيعون تحديد أولوياتهم قد يواجهون بعض الإحباطات غير أنهم قادرون علي إدارة خطة الوقت وليس بالأحري أن يخضعوا لإدارتها.
        إن قيمة خطط الوقت تنحصر في أن الفرد أو العائلة التي وضعت هذه الخطة قد تفكر بشكل واعي في الأهداف طويلة الأجل أو الأمد قبل أن تبدأ في التصرف، فهذه الأهداف طويلة الأمد ونفس الكلام ينطبق علي الأنشطة قصيرة الأجل والأمد المطلوبة والمرغوبة علاوة علي المشكلات المحتمل حدوثها عند استخدام الوقت فلو تغيرت المواقف وتطلب ذلك مراجعة خطط الوقت دون رسم خطة أخري فهل سيستطيع الناس توقع معني هذه التغيرات وأهمية الحاجة إلي المراجعة، إن خطط الوقت الموضوعة بحرص تزيد من فرصة تحقيق الرضا وتقلل من ضعف القدرة علي إصدار القرار أو القلق بشأن تطبيق أو استغلال الوقت.
قواعد خطط الوقت:
        إن الهدف العام لإدارة الوقت هو الاحتفاظ به لمجاراة الاحتياجات والمتطلبات وعندئذ يجب أن تعكس خطة الوقت الأهداف الشخصية والمنزلية وبناء علي هذه الأهداف يقرر الأشخاص ماهية الأنشطة التي يجب أن يشتملها اليوم أو الأسبوع أو الشهر أو السنة التي يخططون من أجلها.
        إن الحرية في تخطيط استخدام الوقت تكون مقيدة بالقرارات السابقة وبالأعضاء الآخرين ممن يعيشون في نفس البيئة فإن ساعات العمل أو الدراسة لأفراد الأسرة تؤثر علي الأوقات التي يعد فيها الطعان ويقدم، دروس الموسيقي، المشاركة في النوادي المهنية والاجتماعية أو عضوية التنظيمات الاجتماعية هي أمثلة علي الأنشطة الأخري التي لها متطلبات محددة للوقت ولابد من التفكر في هذه الأنشطة عند التخطيط لاستخدام الوقت لأنهم يؤثرون علي الاستخدام في الأعمال المنزلية والمعايير الموضوعة سابقا في الأعمال المرتبطة بالمنزل أو الوقت المخصص لاحتكاك وتعاون أفراد الأسرة ببعضهم هم أيضا أمثلة علي العوامل المؤثرة علي تخطيط الوقت وهناك اثنين من العوامل المقيدة المرتبطة بتخطيط الوقت وهما:
التفضيلات الفردية والطبيعة الغير مرنة لبعض الأنشطة:
        إن الأنشطة الغير مرنة هي التي تحدث في وقت محدد فمثلا تأدية خدمة في الكنيسة مقرر لها الساعة 10.30ص لا يمكن حضورها أو القيام بها مساءا أو مثلا القطار الذي يقوم في الساعة 10.43 لا يمكن الدخول إليه في وقت لاحق من هذا اليوم لكن بعض الأنشطة الأخري تكون ممكنة في أوقات محددة إلا أن غيرها مثل التسوق أو سحب بعض الأموال غير 24 ساعة في اليوم هي من الأنشطة المتاحة طول الوقت وقد يعتبر الأشخاص بعض الأحداث أنها غير مرنة بشكل كامل إذا أصدروا قرار بأن يقدم الغداء في الساعة الحادية عشرة والنصف من كل يوم أو يقرروا أن يكون وقت النوم في الساعة الحادية عشرة من كل ليلة ونظرا لأن هناك معدل من الجمود في هذه الأنشطة فإن هذا القيد يفسر علي أنه شيء متواصل.
        إن تقييمات الاحتياج للقيام بأنشطة يعكس تفضيلات الفرد والأسرة وأيضا طبيعة الموقف ومثل هذه التقييمات يتم توضيحها علي أنها خط متواصل كما في الخارطة ورغم أن الأفراد سيضعون الأنشطة في مواضع مختلفة في هذه الخارطة فإن الأحداث الرئيسية الأساسية لابد من التخطيط للقيام بها في الوقت المتاح لو أن الناس أرادوا الشعور بالرضا عن استخدامهم للوقت.
من خلال الخريطة 9.1:
        يوجد قيدان أو عاملات محددان للتخطيط لاستخدام الوقت يوضح هذا النموذج نظرة الفرد لمرونة وأهمية مجموعة نوعية من الأنشطة وبينما قد يتنوع ترتيب الأنشطة بتنوع الأفراد والمواقف فإن هذه الخريطة تبين أن القواعد والأنشطة التي يختارها الفرد أو المجموعة تؤثر فعليا علي إدارة الوقت.
        وفي الفصل الثاني سيتم شرح عدة خطط وسيتم توضيح أو استيضاح فائدة كل خطة مكتوبة أو ذهنية لتطبيق هذه المفاهيم علي إدارة الوقت ينبغي علي القارئ معرفة أن عمليات التخطيط والتنظيم كثيرا ما تتداخل.
تنظيم الأنشطة في الوقت (توزيع الأنشطة في ضوء الوقت):
        يشتمل علي ترتيب منظم للأحداث المخطط لها وتوزيع المسئوليات وإيفاء شخص مفوض أو ذو سلطة عندما يشتمل الترتيب علي أكثر من شخص ولكي ينظم الأنشطة بشكل واقعي يجب علي المدراء أن يضعوا في اعتبارهم ثلاثة عوامل:
أ) المعدل               ب) التتابع              جـ) التوفيق بين الأنشطة من أجل إدارة الوقت
أولا: المعدل:
        يتميز بعض الناس بالبطء والنمطية بينما يتميز آخرون بالسرعة الشديدة في حياتهم بمعني أن التكوين الشخصي والإسهامات الجسدية أو الفيزيائية تؤثر علي سرعة ومعدل الحركة فعلاوة علي التكوين الشخصي تؤثر الموارد أو الطاقات علي تنظيم الوقت كما هو واضح في الأمثلة التالية في الخريطة 9.2 فلو تعلم فرد من أفراد العائلة مهارة جديدة مثل تغيير إطار السيارة أو القيام بمهمة الغسيل فسيتطلب ذلك منه وقتا أطول مما يتطلبه شخص متمرس في أداء نفس النشاط إضافة لذلك قد يكون هناك حاجة لفرد وآخرون من أفراد العائلة للإشراف علي اكتساب هذه المهارة ويحتاج المشرف إلي معرفة ضبط المعدل لتجنب اختلاط مشاعر الإحباط بالخبرة أو التجربة.
        إضافة إلي المعرفة تؤثر الطاقات البشرية الأخري علي معدل النشاط فالفرد المجهد أو الذي يعاني من البرد قد لا يفكر بشكل واضح ويحتمل أن يؤثر هذا التغير علي المعدل والأشخاص الذين يفقدون الاهتمام بنشاط مخطط له إما أن يتعجلوا في أداء هذا النشاط أو يقومون به علي نحو بطيء جدا أو يأملون أن يكمل آخرون هذا النشاط الغير مستحب وقد تؤثر الموارد الاقتصادية علي سرعة إنجاز نشاط ما فالأجهزة المنزلية قد تكون أسرع تحضيرا أو جاهزية للاستخدام لو تم الاحتفاظ بها بشكل مناسب ولائق داخل نطاق منطقة العمل.
        ففرد الاسرة الذي يتمتع بأعمال النجارة سيكون قادرا علي العمل بمعدل أكثر راحة لو أنه قام بترتيب وتنظيم مكان العمل وأيضا تحضير الأدوات المطلوبة أو المناسبة.
        إن معرفة آثار الموارد علي المعدل قد يساعد المدير علي ضبط تقسيمة الأنشطة موضع خطط أكثر عملية فالدارس الذي يشعر بالكسل عندما يستذكر قد يلاحظ أن خفض درجة حرارة الغرفة قليلا أو تحسين الإضاءة يمكن أن يحسن من سرعة عملية القراءة وفهمها.
تابع الأنشطة:
        إن التتابع أو الترتيب الذي تلي فيه الأنشطة إحدها الأخري يتأثر بعدة ومدة وعدد الأحداث الغير مرنة أيضا بالعلاقة بين مهام هذه الأنشطة وأخيرا بالتفضيلات الجماعية والفردية، تعد بعض التتابعات جامدة نظرا لطبيعة النشاط فتتابع تشغيل السيارة أو خبز الخبيز يتطلب الالتزام الدقيق لكي نحقق نتائج مرضية والتتابعات المقيدة الكثيرة التكرار قد تصبح روتينات إجرائية تقلل من متطلبات الوقت وغيره من الإمكانيات مما يسمح للأفراد بتوظيف أو تحسينات أخري في إدارة الوقت.
        قد تتابع بعض الاقتراحات العامة المرتبطة بترتيب الأنشطة لكن سيحتاج كل شخص أن يقرر كيفية تطبيق أفكاره علي الموقف فالوقت والحركات يتم إدخارهم عن طريق مجموعة من أنشطة التي تقع في نطاق تتابع ما وتتماشي مع مقدار الوقت المتاح فتجميع عدد من الطرق الفرعية في رحلة عودتنا من العمل إلي المنزل هي مثال علي تلك العنقودية وقد أقرت دراسة قومية أن الأشخاص خلطوا الأنشطة بمعدل 4.9 ساعة في اليوم ومثل هذا الخلط يتطلب علي الأقل حدوث نوعية من الأنشطة في وقت واحد أحدهما يكون نشيطا أما الآخر فيتطلب اهتمام وقتي أو طارئ أو أنه لا يشغل تماما عقل الفرد أو الشخص ففي تحضير عشاء في الفرن لا يكون مطلوبا من الطاهي أن يركز اهتماما متواصلا بالفرن بينما يتم إعداد الطعام لكن قد يحتاج من وقت لآخر أن يتفحص الوجبة الموجودة داخل الفرن وعندئذ في أثناء الطهي فإن وقت الطاهي هو بشكل ما متاح لنشاط آخر موجود بالقرب من موضع الطهي والخلط بين القيادة والقراءة – نشاطين رئيسيين – يعد استخداما غير فعالا لهذا التداخل نظرا لدرجة الانتباه الكبيرة المطلوبة لكل نشاط علي حده والجمع بين المهام التي تستخدم نفس المعدات أو الأدوات هو تتابع فعال آخر لأن الوقت والجهد المطلوب لتجميع وتنظيف واستبدال الأدوات أو المعدات أو الأدوات هو تتابع فعال آخر لأن الوقت والجهد
 المطلوب للتجميع والتنظيف يقل جدا من خلال هذه التقنية.
        ولتحقيق تتابعات من الأنشطة التي تحدث يوميا أو أسبوعيا أو علي فترة زمنية أطول فقد يحتاج الأشخاص أن يتفكروا في الساعة الحيوية أو البيولوجية إضافة إلي أعباء وقت الذروة فلو أن الصباح المبكر أو المساء المتأخر هم أفضل أوقات الإنتاج بالنسبة لشكل ما فإنه يمكن جدولة الأنشطة المتطلبة لمجهود بحيث تجز أثناء هذا الوقت فلو وجد الشخص أنه لا يحقق أو ينجز الكثير خلال الوقت المبكر في الظهيرة فقد يكون من الممكن أن يضع في جدوله الخاص بهذا الوقت الأنشطة الأقل تطلبا وإرهاقا كما أن التبديل بين الأنشطة الجسدية والذهنية يعد نوعا آخر من إدخار الجهد في فترة زمنية معينة بغرض تفادي الإجهاد.
التوفيق:
        إن خلط الأحداث والأشخاص والطاقات الغير بشرية في الوقت هو ما يطلق عليه عملية التوفيق فلكي نضع أنشطة متنوعة في ترتيب ما لابد من القيام بتقديرات خاصة بطول الفترة الزمنية التي يحتاجها كل الأنشطة أو كل نشاط ويتم إدماج هذه التقديرات في خطة، إن التقدير السابق لاستخدام الوقت والذي توفره لنا أفكار هذا الاستخدام.
        إن مستويات التنظيم المشار إليها توضح المستويات المتنوعة من التعقيد في الأنشطة التوفيقية بينما يتفكر الأشخاص لاشعوريا في أداء الأنشطة التي يفضلونها ومعدلات أدائها خلال معدل معين فهناك خطر احتمال آن آخرين يفضلون نفس هذا المعدل للقيام بأنشطتهم المفضلة علي سبيل المثال، إن استكمال مجموعة من الإصلاحات المنزلية قد يتطلب أو قد يكون أكثر امتناعا – أن يشارك فيه عدد أكبر من الأفراد فلو كان لدي فرد من أفراد الأسرة ميل للعمل بشكل متواصل والاسترخاء فقط عندما يتم إنجاز ما لا يسترخي إلا عندما يتم هذا العمل فإن معدله يختلف عن معدل الشخص الذي يأخذ فترات راحة قصيرة متكررة أثناء القيام بهذا النشاط ومثل هذا الاختلاف يؤثر علي توفيق العمل فالمدير الذي يواجهه هذا الموقف يمكنه أن يفوض مسئوليات ذات طبيعة منفصلة كل فرد علي حده أو قد يساعد أفراد الأسرة علي تنسيق معدل أدائهم للعمل التوفيقي، إن تنسيق المعدل المتغير أو المتفاوت لمثل هذه المجموعة يتطلب تقديرا للاختلافات الفردية لكل من أفراد الاسرة المشتركين في هذا النشاط.
خطة الوقت:
في الوحدات الحية علي خلاف المصانع يمكن أن يستخدم الفراغ لعدد من الأغراض وهذا الاستخدام التعددي للفراغ يجعل من النشاطات المتوافقة في الوقت شيئا أساسيا إن استخدام حجرة المعيشة أو حجرة العائلة علي سبيل المثال كحجرة للتليفزيون أو المذاكرة أو اللعب أو كغرفة حفلات أو كغرفة نوم احتياطية لابد أن يكون بصورة مسلسلة ومتوافقة إذا أردنا استخدامها (توظيفها بشكل فعال) ويعد التواصل بين أفراد العائلة مصدرا رئيسا لتوفيق مثل هذه الأنشطة العائلية والفردية في الوقت.
        وعمليات التخطيط والتنظيم يتم تكاملها فيما نطلق عليه بصورة عامة (خطة الوقت) وكما هو موضح في السابق تبدو العملية أصعب من أن نحاول القيام بها غير أن الأشخاص يطورون هذه الخطط تدريجيا والكثير من هذا النشاط قد يكون ذهني غير أنه لو قام فرد أو عائلة بتطوير خطة جيدة لاستخدام الوقت فيجدب أن تشتمل كل الخطط علي الأنشطة الضرورية والهامة ويجب أن تكون هذه الخطط بسيطة نسبيا وممكنة التنفيذ بالنسبة للشخص أو المجموعة الذين سوف ينفذون الخطة.
تنفيذ خطط الوقت:
        إذا لم تستخدم خطط الوقت فلن تكون طاقات ولكن بالأحري قيود لإدارة الوقت فالطاقات المستثمرة في إعداد الخطط يجدر أن تستغل في استخدامات أخري ففائدة الخطة تتحدد جزئيا بالسهولة التي يمكن بها تنفيذها فالخطة التي يمكن عملها ستسهل التصرف في المواقف المنزلية العادية ومع الضبط قد توفر الاستقرار في فترات الأزمة.
المصادر (الطاقات) وعمليات التنفيذ:
        لو أن أحد بناة المنازل خطط لإنهاء إزالة العشب من الحديقة قبل الغداء وقاطعه جاره يريد زيارته فإن صاحبة المنزل سيواجهها قرار هل ستجمع بين الزيارة وجز العشب أم تؤجل عمل الحديقة إلي وقت لاحق وأن تنبه الجارة لخططها وتجدول لها زيارة في وقت آخر (موعد آخر) وقرارات التحكم البسيطة تلك تحدث خلال عملية التنفيذ ويتحكم فيها وعي الفرد أو الأسرة بأولويات الأهداف والتقسيم والمعايير النظام الذاتي أو الشخصي والمهارات الإشرافية والمرونة هي من بين الطاقات البشرية التي تعد ضرورية أيضا للتنفيذ الفعال لخطط الوقت.
        النظام الشخصي هو قوة الإرادة التي نحتاجها لاستكمال نشاط فالأشخاص المتصفون بالحماس والثقة في استخدامهم مخطط الوقت سيكون لديهم دافع أكبر لإنهاء الخطة عن نظرائهم ممن يشعرون بالممل وتغلب عليهم قلة الثقة في خططهم ولزيادة أو تعزيز النظام الشخصي قد يجد أو يري الأشخاص أنه من العملي أن نقسم الأنشطة الكبري لأنشطة أصغر وأكثر قياسا فالشخص الذي يريد أن يعيد ترتيب غرفة مليئة بالأثاث علي سبيل المثال قد يكون قادرا علي إنهاء عمله لو أن الجهد المطلوب تم خطوة بخطوة مع حفظه لأهدافه في غفلة مع انتهاء كل قطعة أثاث سيدفعه فخره باستكمالها إلي تحقيق تقدم أبعد بعكس سلوك الشخص الذي يهتم فقط بالنظر إلي غرفة مليئة بالأثاث ويتساءل ما إذا كان يستطيع مطلقا أن يجد الوقت للقيام بكل هذا العمل ؟؟؟
        ويمكن أيضا تعزيز النظام الشخصي باستخدام نظام المكافأة وهي خطة مكتوبة أو تعزيز خارجي فالطالب الذي يستذكر كل مساء أثناء الأسبوع قد يستطيع أن يذهب كي يبحر في قارب في نهاية الأسبوع كوسيلة أو كنظام مكافأة علي إدارته لوقته فكونه قادرا علي مراجعته لأنشطته المكتملة أو المنجزة في خطة مكتوبة يمكن أيضا أن يعزز من الدافع لأن التقدم عندئذ قابل للتحديد فلو علق شخص آخر تعليقا إيجابيا علي حدوث تقدم في عملية التنفيذ فثقة المدير علي قدرته علي تنفيذ خطط الوقت ستعزز أيضا لو ارتبط مجموعة من الأفراد في نشاط فيمكن إدخال أو إدماج المهارات الإشرافية في تنفيذ خطط الوقت.
مثال حركة / انتقال ربة المنزل:
        قد يوضح أهمية المهارات الإشرافية في عمليات التنفيذ فلو تغير الموقع داخل نفس المجتمع فسيكون من المنطقي تنظيف الوحدة المعيشية الجديدة قبل نقل الأثاث وتعبئة الأطباق وغيرها من المملكات المنزلية الصغيرة قبل أن تبدأ عملية النقل وتوصيل شاحنة كاملة أو حمولة سيارة إلي الموقع الجديد فلو ساعد أفراد الأسرة في هذا النشاط إلي تنبيههم إلي متوالي الأنشطة والمكان المخطط له لوضع الأشياء داخل الوحدة المعيشية وذلك إذا أردنا أن نستغل الطاقات بشكل فعال ولابد أن يكون التواصل واضحا ومباشرا إذا أردنا أن تنفذ عملية الانتقال بشكل فعال وهؤلاء الذين ينفذون هذا النشاط قد يتمتعون بإعلامهم أو مساعدتهم محل تقدير.
        وأثناء التنفيذ سيكون هناك دور لمهارة المدير في ضبط الخطط لو ظهرت هناك حاجة أو فرصة توحي بأن هناك نشاط ما أهم من النشاط المخطط له فهل يمكن عندئذ أن نهمل الحاجة أو نتجاهل الفرصة لأنها لم تشتمل في الخطة الأصلية ؟؟
مشاكل تنفيذ خطة الوقت:
        التأجيلات والتأخيرات والمقاطعات والإحباطات أو الإحساس بالذنب هم مشاكل التنفيذ التي يمكن تجنبها من خلال الإدارة الواعية للوقت.
        فالتأجيل – تأخير الأنشطة – قد يسبب تداخل في الوقت لكن يمكن حله عن طريق وعم فهم أكثر للدافع الشخصي فبعض الناس يعملون وينجزون بفاعلية كافية فقط عندما تواجههم حدود وقتية فلو أن هؤلاء الأشخاص استطاعوا استبدال الحدود الوقتية المفروضة عليهم بأخري وضعوها بأنفسهم فسيملنهم إدارة وقتهم أكثر من الأشخاص الآخرين وأكثر من المواقف الأخري التي يستطيعون فيها فعل ذلك ولو تم معرفة أسباب التأجيل وتم القيام بعملية الضبط فسيمكننا تطوير إدارة أكثر عملية أو فاعلية للوقت ولن يتراكم العمل بعد ذلك بعض التأخيرات والمقاطعات قد تتطلب ترتيبات من قبل المديرين بينما يمكن أن ندير أنواع أخري من التأخيرات والمقاطعات بشكل مبتكر فمثال حالة زوجين في أجازة قيل لهم أن الطائرة أو الرحلة الجوية التي ستنقلهم ستتأخر ما بين 1.5 – 2 ساعة يعد مثالا شيقا فبدلا من ترتيب أنفسهم علي تغيير الجدول اختار الزوجان أن يسافروا في دائرة احتياطية ووصلوا إلي مكانهم أو محطتهم متأخرين نصف ساعة فقط عن خطتهم الأصلية لابد للمدير أن يدرج عدد من البدائل المتاحة لو حاول القيام بتغيير في عملية التنفيذ فلو قال الميكانيكي الوحيد في المدينة علي سبيل المثال أن السيارة ستستغرق أسبوعا قبل أن تصبح جاهزة فلابد من وضع تضبيطات أو ترتيبات قبل أن تفكر العائلة في السفر وكما ذكرنا آنفا فإن المعرفة بأولويات الفرد أو العائلة قد تحشد المدير الذي يواجه ليس فقط المقاطعات لكن أيضا الشعور بالإحباط أو الذنب ففي حالة بانية المنزل أو ربة المنزل ينتج الإحباط الخاص بإدارة الوقت من خطة لم تناسب عائلتها ولادخار الوقت والمال قامت هي بتطوير قائمة مكتوبة مفصلة وجدول زمني خاص بأسبوعها وحفظت القائمة (قائمة الطعام) في الثلاجة وفي وجبة المساء الثاني شعر زوجها بغضب شديد تجاه خطتها وبعد أن غضب هدأ لأنه استطاع أن يدرك رؤية القائمة الأسبوعية بشكل متواصل حال دون الاستمتاع بوقت وجبة الطعام كما قال أيضا أنه افتقد المشاركة في تخطيط الوجبة وهذا المعرفة ساعدت الزوجان علي تطوير خطة الوقت بحيث يكون أسهل عملا أو تنفيذا وكثيرا ما يرتبط الشعور بالذنب مع تنفيذ أنشطة وقت الترفيه لكنه يبدو مشكلة أقل أهمية بالنسبة للأشخاص الصغيرين سنا فلو جدول الناس أنشطتهم الترفيهية في خطة وقتية وأدركوا أن الخطة يتم تطويرها بشكل مناسب لإتاحة التنوع في الأنشطة فسيستقل الإحساس بالذنب.
التحكم في خطة الوقت:
        كما موضح آنفا يعد التقسيم والترتيب من أدوات صنع وتنفيذ الخطط ومراجعة النتائج النهائية لإدارة الوقت فالتخطيط للوصول للأهداف عبر استخدام الوقت يقوم الأفراد والعائلات بتقييم البدائل أو الأنشطة المشتركة بهدف تطوير خطة أسهل عملا أو تنفيذا.
        بينما يتم تنفيذ خطط الوقت والنشاط يكون هناك تقييم متواصل للأداء ومراجعة الإنجازات لنتأكد من أن الأنشطة تتناسب مع الخطط فلو تم المبالغة في قيمة المتطلبات الوقت أو تجاهلها أو لو وجب عمل تضبيطات في الأنشطة اليومية فسيدخل تقييم مجموعة العوامل فيما يسمي بقرارات التحكم وهذا التقييم يساعد علي تطوير الخطط الزمنية المستقبلية.
لتحليل خطة أثناء استكمالها قد يكون من الضروري أن نسأل هذه الأسئلة:
1-    هل كانت الخطة ممكنة العمل ؟
2-    هل ساعدت في استكمال ما كان ضروريا إنجازه علاوة علي الأنشطة لكن الأقل أهمية ؟
3-    هل تم استيفاء الاحتياجات الأخري ؟ ولو لم يتم ما هي التغيرات التي يمكن إضافتها للخطط المستقبلية ؟
4-  لو ظهرت صعوبات لنسأل هل كانت في مرحلة التخطيط ؟ هل كانت في مرحلة التنظيم ؟ وهل كان صعوبة التحكم في الخطة في مرحلة وضعها أم في مرحلة تنفيذها ؟
        إن نجاح إدارة الوقت يجعل من تحقيق الفرد والأسرة لأهدافهم شيئا ممكنا دون أن يسيئوا استخدام الطاقات ودون أن يسببوا اضطراب غير ضروري ولأن الساعة الوقتية تساعد لدرجة معينة كمعيار لقياس التقدم في تحقيق الأهداف فإن فهمنا لاستخدام الوقت قد يؤدي أيضا إلي مفهوم أكثر تكاملا لاستخدام المصادر الأخري.


المراجع المستخدمة:
1)    تغريد عمران، رجاء الشناوي، عفاف صبحي، 2006م: المهارات الحياتية، مكتبة زهراء الشرق، القاهرة.
2)    عبير الدويك، 1994م: دورية الأسرة في تخطيط مواردها وعلاقته بالحالة الغذائية للطفل، كلية الاقتصاد المنزلي، جامعة المنوفية.
3)    كوثر كوجك، 1988م: الإدارة المنزلية، عالم الكتب.
4)    نادر أحمد أبو شيحه، 1991م: إدارة الوقت، دار مجدلادي للنشر، عمان، الأردن.
siege auto

0 التعليقات

إرسال تعليق