السبت، 17 مارس 2018

العلاقة بين الصحافة المطبوعة والوسائل الإعلامية الأخري


تنطلق هذه الدراسة من جدولية طبيعة العلاقة بين الصحافة المطبوعة والوسائل الإعلامية الأخري خاصة الوسائل الإعلامية الجديدة ، حيث تتعرض الصحافة المطبوعة لمنافسة قوية وشديدة من تلك الوسائل والتي أصبحت تشكل تهديدا مباشرا لجماهرية ودرجة التعرض لها ، ولاسيما تأثير الصحافة الإلكترونية علي الصحافة المطبوعة ،
ولذلك فعلي الصحافة المطبوعة أن تحافظ علي مكانتها من خلال تكيفها مع التطورات سواء في تقنيات جمع الأخبار والمعلومات وطرق جمعها ومعالجتها ووسائل إنتاجها وتوزيعها ، وفي تحرير الفنون الصحفية من جهة أخري ، كون المنتج الصحفي يعتبر الوسيلة الأهم التي يمكن من خلالها الحفاظ علي مكانة الصحافة المطبوعة ، ولاسيما الاهتمام بالفنون الصحفية التفسيرية والاستقصائية لتستطيع أن تقدم التفاصيل التي تفرضها طبيعة المنافسة ، بالإضافة إلي خلق ممارسات صحفية جديدة والخروج من أسر القوالب التقليدية عن الكتابة التي لم تعد قادرة علي الصمود في وجه الوسائل الإعلامية الأخري.
وإنطلاقا من المشكلة البحثية فإن الدراسة تسعي إلي تحقيق الأهداف التالية:-
- رصد التطور الذي تشهده فنون التحرير الصحفي خلال فترة الدراسة.
- التعرف علي التطورات الذي شهدها البناء الفني للفنون الصحفية.
- الكشف عن أثر التطورات العالمية في فنون الإعلام والاتصال علي تطور فنون التحرير الصحفي.
- الكشف عن أي من الفنون الصحفية كان أكثر الاستجابة للتطور.
- معرفة الطرق والوسائل التي علي الصحافة المطبوعة إتباعها لمواجهة منافسة وسائل الإعلام الأخري.
- دراسة الملامح العامة للأداء المهني للقائمين بالاتصال في الصحف المصرية محل الدراسة.
وتناول الفصل الأول الإجراءات المنهجية للدراسة ، وتناول الفصل الثاني الإطار النظري للدراسة وتشمل البنائية الوظيفية ومدخل تحول الوسائل الإعلامية Media Morphosis ، ومدخل إعادة صياغة الوسائل الإعلامية Remediation ، وتناول الفصل الثالث تأثير المنافسة علي صناعة الصحافة ويتضمن مفهوم المنافسة والاتجاهات الصحفية لمواجهة الصحافة المطبوعة منافسة وسائل الإعلام الالكترونية. وتناول الفصل الرابع فنون التحرير الصحفي ويتضمن الخبر الصحفي والفيتشر Feature والحديث والتحقيق الصحفي والمقال الصحفي والمواد البصرية Infographics وتناول الفصل الخامس نتائج الدراسة التحليلية والفصل السادس يتضمن نتائج الدراسة الميدانية.
وتوصلت الدراسة إلي عدد من النتائج أهمها:-
- تقدمت الأشكال الإخبارية علي باقي الفنون الصحفية ، وبفارق كبير عن الفنون الأخري وذلك بنسبة 58.1% ، ويمكن تفسير ذلك بأن المواد الإخبارية أساس العمل الصحفي ، فنجاح الصحيفة الحديثة يقاس نجاحها في تقديم التغطية الدقيقة والموضوعية للوقائع ، والأحداث والأفكار سواء علي المستوي المحلي أو الدولي.
- جاءت موضوعات الفيتشر بنسبة 0.2% وهي من الأشكال التي ابتكرتها الصحف الخاصة ، وذلك رغبة من الصحف الخاصة بأن تسيطر علي القارئ وتجعل ولاؤه لها حتي لو كان ذلك من خلال إبهاره بإدخاله تعديلات جوهرية علي الأشكال والأبواب الصحفية التي تقدمها له.
- نلاحظ من خلال الدراسة التحليلية أن ضمن الحديث الصحفي التي جري تقديمها خلال فترة الدراسة تعتبر قليلة جدا بالنسبة إلي الأشكال الإخبارية ، حيث بلغت نسبة الأحاديث 0.9% ، التحقيق الصحفي بنسبة 1.1%.
- وقد قدمت الصحف الخاصة لقارئها شكلا مهجنا بين التحقيق الصحفي الذي يعتمد علي استقاء المعلومات والأفكار والآراء من مصادرها وتنشر منسوبة إليها وبين التقرير الصحفي الذي يسعي إلي التعرف علي خلفيات الأحداث ويسعي هذا الشكل التحقيق التقريري ، حيث تقدمه الصحف الخاصة إلي قرائها بشكل مميز حيث تلخص القضية في مقدمة شاملة ، ثم تعرض التحقيق من خلال تقارير متلاحقة ، وكل منها له عنوان مستقل يلخص ما جاء فيها.
- وهناك التحقيق المصور الذي أبدعته جريدة الفجر ولا يقصد به التحقيق الصحفي التقليدي والذي تكون فيه الصورة بطلته وعموده الفقري ، ولكن يقصد به شكلا جديدا ابتدعته صحف الإثارة المتأخرة ، وهو تحقيق كان يظهر موافقا لمنع فيلم سينمائي معين من العرض ، أو إثارة ضجة حول فيلم سينمائي في العالم لم يعرض بعد.
- ومن الأشكال الصحفية الجديدة أيضا صحافة الملفات وهي معالجة من ناحية التبويب وليست معالجة تحريرية ، وتستخدمها الصحف الخاصة باستمرار في معالجة الأحداث الكبري والقضايا التي تشغل الرأي العام ، وتأتي أهمية هذه الملفات في أنها تعكس نوعا من الضخامة في المعالجة تؤكد الجريدة من خلالها قدرتها علي أن تقدم معالجة متنوعة للأحداث الكبيرة.
- أهمية الرسوم اليدوية في الصحف ، حيث استغلت جريدة الدستور في إصدارها الثاني هذه الرسوم في إدخال شكل جديد يسمي Comic Strips ، وهذا يعتمد علي نشر قصص سياسية وأدبية وفنية وصياغة مادة السخرية والتنكيت علي الحكومة في صور رسوم كارتونية متتابعة.
- وقد جاء اهتمام صحف الأهرام وأخبار اليوم بالمواد البصرية بنسبة كبيرة ، بينما اهتمت صحف روزليوسف والمصري اليوم والأسبوع بنسبة ضئيلة بالمواد البصرية ، بينما لم تهتم صحف الوفد والدستور والفجر بهذه المواد البصرية.
أما الدراسة الميدانية فتوصلت لعدد من النتائج أهمها:-
- حظيت الكتابة في مجال السياسة بالنصيب الأكبر فقد وصلت نسبتها حوالي 24% ، يليها الكتابة في الشئون المحلية ، ثم المجال الاقتصادي ثم الكتابة في الفن.
- وجود فروق دالة إحصائيا بين الصحف في الاهتمام بالعناصر التي تحقق المنافسة وكان أهم هذه العناصر هو استخدام فنون صحفية جديدة ، والإخراج المتجدد للصفحات واستخدام الفنون التفسيرية والاستقصائية.
- جاءت جريدة المصري اليوم في مقدمة الصحف المصرية التي يحرص الصحفيين في الصحف محل الدراسة علي متابعتها وصحيفة New Week من أبرز الصحف البريطانية ، وصحيفة Lemond الفرنسية.
- كان من أهم الأشكال الصحفية الجديدة التي يحرص عليها هي الفيتشر والتحقيق التقريري والمواد البصرية في بعض الصحف واستخدام الكارتون.

- أوضح الصحفيين أن اهم التجارب المستفادة من الإطلاع علي الصحف هو التعرف علي الأساليب التحريرية الجديدة ، والأشكال الإخراجية المبتكرة تم المعالجات الجديدة والأبواب الجديدة.
- أبدي الصحفيين رأيهم في الآليات والوسائل التي تساعد علي تطوير وتحسين شكل الصحيفة المطبوعة لكي تتكيف مع الواقع الاتصالي الجديد التي أفرزته التطورات التقنية ، وتشمل تقديم منتج إعلامي يتسم بالتطور والتحديث حتي تستطيع تحقيق الإبداع والتميز ومنافسة الوسائل التعليمية الأخري.

ملخص الدراسة
تهدف الدراسة إلي رصد التطور الذي تشهده فنون التحرير الصحفي ، حيث تتعرض الصحافة المطبوعة لمنافسة قوية وشديدة من تلك الوسائل الإعلامية وخاصة الصحافة الإلكترونية ، ولذلك فعلي الصحافة المطبوعة أن تحافظ علي مكانتها من خلال تكيفها مع التطورات ولاسيما الاهتمام بالفنون الصحفية التفسيرية والاستقصائية لتستطيع أن تقدم التفاصيل التي تفرضها طبيعة المنافسة ، بالإضافة إلي خلق ممارسات صحفية جديدة والخروج من أسر القوالب التقليدية في الكتابة التي لم تعد قادرة علي الصمود في وجه الوسائل الإعلامية الأخري.
وتوصلت الدراسة إلي عدد من النتائج أهمها:-
- تقدمت الأشكال الإخبارية علي باقي الفنون الصحفية وبفارق كبير عن الفنون الأخري حيث وصلت نسبتها 58.1% ، ويمكن تفسير ذلك بأن المواد الإخبارية أساس العمل الصحفي ، فنجاح الصحيفة الحديثة يقاس نجاحها في تقديم التغطية الدقيقة والموضوعية للوقائع والأحداث والأفكار سواء علي المستوي المحلي أو الدولي.

- أبدي الصحفيين رأيهم في الآليات والوسائل التي تساعد علي تطوير وتحسين شكل الصحيفة المطبوعة لكي تتكيف مع الواقع الاتصالي الجديد الذي أفرزته التطورات التقنية ، وتتمثل في تقديم منتج إعلامي يتم بالتطور والتحديث حتي تستطيع تحقيق الإبداع والتميز ومنافسة الوسائل الإعلامية الأخري.
siege auto

0 التعليقات

إرسال تعليق