الأربعاء، 14 مارس 2018

مراحل الحمل


  الحمل
فيما يلي بعض الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث القدسية ، التي تلقي ضوءاً ساطعاً على النمو فى مرحلة ما قبل الميلاد ، وفيها تتجلي قدرة الخالق سبحانه وتعالي، وتتضح معجزة النمو. فلينظر الإنسان كيف يبدأ نموه من خلية واحدة تنمو ، وهي فى قرار مكين، إلى عدة بلايين من الخلايا المتمايزة المتخصصة.
قال تعالي:
·                     " هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"(سورة آل عمران ، آية 6).
·                     "إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"(سورة لقمان ، آية 34).
·    " فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ *  يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ"(سورة الطارق: آية 5 – 8).
·    " أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ"(سورة المرسلات: آيات 20-23).
·        " هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا"(سورة الإنسان: آية 1 -2).
·        " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ"(سورة المؤمنون: آيات 12 – 14).
·        " خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ" (سورة الزمر: آية 6).
·                    " .... وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ"(سورة فصلت: آية 47).
·        " يا ابن آدم جعلتك في بطن أمك ، و غشيت وجهك بغشاء لئلا تنفر من الرحم ، و جعلت وجهك إلى ظهر أمك لئلا تؤذيك رائحة الطعام ، و جعلت لك متكأ عن يمينك و متكأ عن شمالك ، فأما الذي عن يمينك فالكبد ، و أما الذي عن شمالك فالطحال ، و علمتك القيام و القعود في بطن أمك ، فهل يقدر على ذلك غيري؟ فلما أن تمّت مدتك ، وأوحيت إلى الملك بالأرحام أن يخرجك ، فأخرجك على ريشة من جناحه ، لا لك سن تقطع ، و لا يد تبطش ، و لا قدم تسعى ، فانبعث لك عرقان رقيقان في صدر أمك يجريان لبنا خالصا ، حارا في الشتاء و باردا في الصيف ، و ألقيت محبتك في قلب أبويك ، فلا يشبعان حتى تشبع ، و لا يرقدان حتى ترقد ، فلما قوي ظهرك و اشتد أزرك ، بارزتني بالمعاصي في خلواتك ، و لم تستح مني ، و مع هذا إن دعوتني أجبتك ، و إن سألتني أعطيتك ، و إن تبت إليّ قبلتك"(حديث قدسي).
·                    " إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفةً ، ثم يكون علقةً مثل ذلك ، ثم يكون مضغةً مثل ذلك ، ثم يُرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ، ويُؤمر بأربعكلمات : بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد . فوالله الذي لا إله غيره ، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة ، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها"(حديث قدسي).

والحمل هو الحالة التى تكون عليها المرأة من وقت تلقيح البويضة إلى وقت خروجها من الرحم سواء بالولادة
أو الإجهاض . والحمل موضع إهتمام الزوجين والعائلة ككل ،وهو عملية فسيولوجية من العمليات الطبيعية
التى تتصف بها الثدييات جميعاً بما فيها الإنسان ،وقد نالت عمليتا الحمل والولادة أهمية كبرى على مر العصور
وفى جميع الحضارات ،ففى عهد الفراعنة نجد على جدران المعابد نقوشاً ورسوماً تصور السيدة الحامل جالسة
على كرسى الولادة وحولها الأهل يشجعونها على عملية الوضع ، وكذلك صوراً للسيدة القابلة وهى تستقبل
المولود . ومن الطريف أن نجد فى القرن العشرين بعض الدول المتقدمة تستعمل سريراً للولادة يشبه كثيراً
"كرسى الولادة " القديم بعد تطويره قليلاً حيث اكتشف أن تصميم هذا الكرسى يساعد على سهولة الوضع.
(نادية رمسيس ،1998).
وعلينا أن نعرف أنه من أجل البشرية ونمو الحضارة واطراد التقدم، يجب الإهتمام بتحقيق أفضل الظروف للنمو منذ اللحظة الأولي للإخصاب. ولا شك أن ما يحدث فى حياة الفرد فى مرحلة ما قبل الميلاد له أهمية كبيرة فى تحديدمستقبل مسار نموه النفسي ، حيث إن الجنين يعيش فى بيئة الرحم، وهذه البيئة لها تأثيرها العظيم فى نموه. (حامد زهران ،2005).
ولقد اهتم العلماء بدراسة النمو فى مرحلة ما قبل الميلاد، واعتمدوا فى دراستهم على ملاحظة الأجنة التى انتزعت من الأرحام لأسباب طبية، وعلى الدراسات الكلينيكية للأجنة وهي فى الأرحام، وقد توصلوا إلى عدد من الحقائق المتعلقة بالنمو فى هذه المرحلة.
ويمتد البعد الزمني الذى تستغرقه هذه المرحلة من لحظة الإخصاب حتى لحظة الميلا؛ اى مدة الحمل (حوالي تسعة أشهر ميلادية). وهكذا نري أن علم نفس النمو يدرس الفرد منذ بدء تكوينه لا منذ ميلاده. ويحسب الصينيون مرحلة ما قبل الميلاد ضمن عمر الفرد، بإضافة عام إلى عمره (وليس تسعة أشهر فحسب، من باب جبر الكسور) بول موسين وآخرون.(. 1963,  Mussen et al).
ومرحلة ما قبل الميلاد ذات أهمية خاصة لأنها هي مرحلة التأسيس ، وهي مرحلة وضع الأساس الحيوي للنمو النفسي ، والتغيرات التي تحدث فيها فى مدة بضعة أشهر تكون حاسمة ومؤثرة فى حياة الفرد كلها.
وهذه المرحلة تعتبر أيضاً طفرة فى النمو. فمثلا يزداد وزن الجنين فى هذه المرحلة فى بدايتها حتى الميلاد حوالي 6000000000 مرة، بينما يزداد وزن الفرد عند ميلاده حتى رشده حوالي 20 مرة.(حامد زهران ،2005).
النمو من الإخصاب حتى الميلاد
فيما يلي أهم ملامح تطور النمو من الإخصاب حتى الميلاد ، أى خلال التسعة أشهر التى تستغرقها هذه المرحلة.
الشهر الأول: (البويضة Ovum– النطفة Sperm– البويضة المخصبة Zygote– العلقة).
يبدأ النمو عندما يتم الجماع الجنسي بين ذكر بالغ وانثي بالغة. وتكون بويضة الأنثي (وهي اكبر خلية فى الجسم، وإذا كبرت حوالي 500 مرة يصبح حجمها قرب حجم كرة البنج بنج) فى قناة المبيض فى طريقها من المبيض (وهو فى حجم حبة الجوز) ويفرز بويضة كل 28 يوما من خلال قناة البيوضات أو قناة فالوب (وطولها حوالي 10 سم) إلى الرحم (وهو فى الظروف الطبيعية يشبه الكمثري المقلوبة، بل إن حجمه يناظر حجمها ولكن حجمه يكبر كلما كبر حجم الجنين)، وتستغرق رحلة البويضة من 3-7 أيام (ويكون هذا عادة فى منتصف دورة الحيض، يسعي الحيوان المنوي إلى البويضة،كل من الخليتين الأنثوية (البويضة) والذكرية (الحيوان المنوي) يكون بكل منها صبغيات (كروموزمات) عددها 23 والكروموزومات عبارة عن خيوط من المادة الحية تحمل المورثات (الجينات) ، وهي وحدات دقيقة من المادة الحية تشبه الخرز؛ حيث يحمل كل كورموزوم أكثر من 100 جين. وتحمل المورثات جميع الصفات التى تحدد خصائص الفرد،عندما يصل الحيوان المنوي إلي البويضة ، يخترق الغلاف الخارجي لها، ويتغير سطح البويضة فيمنع دخول حيوانات منوية أخري، وتلتصق نواة الحيوان المنوي بنواة البويضة،وبذلك تتم عملية الإخصاب خلال ثلاثة أيام بعد الجماع،تتحدد الخليتان وتكونان خلية كاملة ذات 23 زوجاً من الصبغيات، تتكاثر بالإنقسام الذاتي إلى خليتين ثم إلى أربع ثم إلى ثمان ثم إلى 16 ثم إلى 32 ... وهكذا ؛ بحيث تتكون كل خلية من الخلايا الجديدة من العدد نفسه من الصبغيات (46)، وهي صورة من الصبغيات الأصلية فى البويضة المخصبة، وهكذا تتفاعل الصبغيات الذكرية والأنثوية ليتحدد من ذلك صفات النسل الجديد، ويلاحظ أن الزوج الأخير من هذه الكروموزمات هو الذى يحدد الجنس ذكراً أم أنثي،تنزل البويضة من قناة البويضات (قناة فالوب) إلى الرحم، وبعد حوالي أسبوعين من الإخصاب تتعلق العلقة بجدار الرحم (تغلفها المشيمة)، ويبدأ الجسم يتكون، وتغلفه مادة سائلة للوقاية والحماية، ويكون الحبل السري للغذاء والأكسجين،تتمايز الخلايا، ويصبح بعضها خلايا عصبية ، وبعضها خلايا عظمية، وبعضها خلايا عضلية،تتخصص الخلايا، وتتكون ثلاث طبقات:
الطبقة الخارجية (إكتوديرم) وتكون (الجهاز العصبي والحواس والجلد والشعر والأظافر والأسنان).
الطبقة الوسطي (ميزوديرم) وتكون (الجهاز العضلي والجهاز العضمي والجهاز الدوري والجهاز البولي).
الطبقة الداخلية (إندوديروم) وتكون (الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والجهاز الغدي).
يبدأ الجهاز الدوري فى النمو أولاً. وفى نهاية الأسبو عالثالث يبدأ القلب دقاته، كذلك يبدأ نمو الجهاز العصبي ، ثم الجهاز الهضمي ثم الجهاز التنفس ثم الجهاز البولي،تظهر بدايات العمود الفقري، وتظهر بدايات الأطراف ، وبدايات العينين،بعد مضي حوالي شهر من الإخصاب، يصل الطول إلى حوالي 1 سم.
الشهر الثاني: (المضغة):
*النمو هنا سريع جداً ، وتعتبر هذه فترة التأسيس،تلاحظ الزيادة المطردة فى الحجم،يصل الطول إلى حوالي 4 سم.
      *تتكون الأجهزة (جهاز عصبي بسيط خاصة الأفعال المنعكسة).
      *تتكون أعضاء الجسم (مثل الأمعاء والكبد والرئتين والعينين وغيرها)،
      *تنضج الصفات الأساسية للجسم.
    *تبدأ أصول الأطراف فى الحركة البطيئة.
    *يبدأ نمو العظام والعضلات.
   *يصل حجم الرأس إلى نصف حجم الجسم.
   *ينمو الوجه والرقبة والفم.
   *تطول بدايات الأطراف.
 *تنمو العضلات والغضاريف.
  *تتكون أعضاء التناسل.
تتكون العينان (لا إبصار) والأذنان (لا سمع) والأنف (لا شم) لإمتلاء هذه الاجهزة بسوائل معينة. ويكون الإحساس بالألم ضعيفاً والإحساس بالحرارة أكثر من الإحساس بالبرودة،فى نهاية هذا الشهر يتضح الشكل الآدمي للمضغة.
الشهر الثالث: (الجنين)
نمو سريع جداً (فى الحجم)،يصل الطول إلى حوالي 9 سم ، والوزن إلى حوالي 30 جم.
يستمر التمايز الجنسي،نمو أعضاء التناسل عند الذكر ، وبقاء أعضاء التناسل عند الأنثي فى حالة حيادية.
نمو بدايات الأسنان ،نمو الحبال الصوتية.
نشاط الجهاز الهضمي،تبدأ خلايا المعدة فى الإفراد.
الكبد يبدأ نشاطه،والكليتان تبدآن العمل.
العظام والعضلات تواصل النمو.
بداية حركة الأطراف بوضوح (وتلاحظ فروق فردية بين الاجنة فى مقدار الحركة).
تظهر الأفعال المنعكس بوضوح (مثل منعكس الفم).
الشهر الرابع:
سرعة نمو الأجزاء السفلي،يصل الطول إلى حوالي 12 سم ، والوزن إلى حوالي 300 جم.
يتناقص حجم الرأس بالنسبة للجسم من نصف الجسم إلي ربع الجسم.
يستقيم الظهر،وتشكل اليدان والقدمان،والجلد يكون لونه احمر
يمكن تحريك الأصابع،نشاط الإنعكاسات.
تزداد حركة الجنين،يزداد شبهه بالإنسان.
الشهر الخامس:
تكون الغدد العرقية والدهنية، وإرازها يكون المادة الدهنية التى تغطي جسم الجنين.
يظهر الشعر والأظافر،ويصل طول الجسم إلى حوالي 30 سم ، والوزن إلى نصف كجم.
يصل حجم الرأس إلى ثلث الجسم.،وتشتد حركة الجنين.
إذا حدث إجهاض يتنفس الجنين لفترة وجيزة، ثم يموت بعدها.
الشهر السادس:
تتحرك الأطراف بوضوح. وتفتح العينان. وتنمو الرموش،وتنمو براعم الذوق على اللسان.
إذا ولد الجنين فى الشهر السادس، فقد يعيش لعدة ساعات، إذا حفظ فى حضانة صناعية خاصة، ولكنه يموت (غالباً بسبب نضج الرئتين).
الشهر السابع:
تمام النمو، يصل الجنين إلى درجة من النمو يمكن أن يولد، ويكون مستعداً للحياة.
الجهاز العصبي تام النمو،الاستجابات متخصصة. والإحساس بالألم ضعيف.
الطول 40 سم والوزن حوالي 1.5 كجم.
إذا ولد يكون قادراً على التنفس والبكاء والبلع، ويكون شديد الحساسية للعدوي.
يحتاج إلى بيئة خاصة ورعاية خاصة عند الولادة حتى يعيش.
الشهران الثامن والتاسع:
تزداد التفصيلات التشريحية. واكتمال كل أعضاء الجسم وإمكاناتها الوظيفية.
تكوين الشحم فى كل أجسام؛ مما يعدل طلبات الجلد ويعدل حدود شكله.
يفتح لون الجلد.والنشاط والحركة أكبر وأكثر استمراراً.
يمكن تغير موضعه فى الرحم المزدحم. وإسراع دقات القلب.
عمل أعضاء الهضم وإفرزها.وتكون الرأس ربع الجسم.
يصل الطول إلى حوالي 50 سم ، والوزن إلى حوالي 3 كيلو جرام.
siege auto

0 التعليقات

إرسال تعليق